أبدت الأوساط السياسية في تل أبيب تشاؤمها بشأن تحقيق تقدم في مسار التسوية مع لبنان، حيث أشارت إلى أن العوائق تعود إلى موقف لبنان ومليشيا حزب الله، وليس إسرائيل، التي تبدي رغبة في التوصل إلى اتفاق على غرار المفاوضات بشأن غزة.
وتعدُّ تل أبيب، أن "حزب الله" يعرقل المفاوضات، رغم ما نشرته وسائل إعلام أمريكية عن رغبة إسرائيل في الوصول إلى تسوية مع لبنان كخطوة تسبق تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، لمنصبه، ما يجعلها "هدية" له لإحلال الاستقرار في المنطقة.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية معلومات استقتها من مصادر أمريكية وإسرائيلية، تفيد بأن المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول إدارة الوضع في لبنان تتم دون مشاركة الجانب اللبناني بشكل فعلي.
ووفقًا للتسريبات، تسعى إسرائيل للحصول على التزام أمريكي لدعمها في التعامل مع حزب الله في جنوب لبنان، فضلًا عن ممارسة الضغوط على قوات "اليونيفيل" لكي لا تعدُّ الطلعات الجوية الاستطلاعية الإسرائيلية خرقًا للقرار 1701.
وتفيد تقارير أخرى بأن لبنان لا ينوي الانخراط في مفاوضات رسمية في الوقت الحالي، بل يسعى لمراقبة التطورات الميدانية والتصرف بناءً على الأوضاع على الأرض.
وتُظهر مصادر لبنانية أن الحكومة في بيروت تدرك عجز إسرائيل عن تحقيق أهدافها العسكرية ضد حزب الله رغم الضربات التي وُجهت لقوات "الرضوان" التابعة للحزب، ما يجعل عملياتها مقتصرة على استهداف البنية التحتية دون إحراز تقدم فعلي على الأرض.
أما في الجانب الإسرائيلي، فيبدو أن هناك حذرًا كبيرًا وتشككًا في التقارير حول التقدم المزعوم للتوصل إلى تسوية في الشمال، إذ إن المناقشات تُجرى بين الولايات المتحدة وإسرائيل فقط، دون أي إشارة إلى استعداد حزب الله لقبول الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار.