انخفضت صادرات النفط الفنزويلية، التي تُعد شريان الحياة المالي للبلاد، بشكل حاد بعد أن اتخذت الولايات المتحدة إجراءات ضد 3 سفن كانت تُستخدم لنقل نفطها الخام؛ ما وضع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمام خيارات صعبة بين تسييل النفط وحماية السيادة أو مواجهة عسكرية محتملة مع الولايات المتحدة.
وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن صادرات النفط الفنزويلية، التي تُعد شريان الحياة المالي للبلاد، شهدت انهيارا خطيرا، تسبب بشلل شبه كامل لصناعة النفط المحلية وهددت الإيرادات الحكومية الرئيسة.
وذكر مسؤولون مطّلعون طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن الإجراءات الأمريكية التي استهدفت 3 ناقلات على الأقل خلال الأسبوعين الماضيين، أجبرت الحكومة على إعادة التفكير في استراتيجيات التصدير التقليدية، خشية احتجاز السفن في المياه الدولية؛ ما أدى عمليا إلى توقف صادرات النفط الفنزويلي، التي توفر الأغلبية العظمى من العملة الأجنبية للبلاد.
ولمواجهة هذه الأزمة، تبحث حكومة مادورو عن حلول بديلة، بينها استئجار ناقلات مملوكة للقطاع الخاص لتخزين النفط حتى يمكن إعادة بيعه لاحقا، إلَّا أن هذه الخطوة، وفقا للخبراء، لن تحل المشكلة على المدى الطويل.
من جهته قال رئيس أبحاث النفط الخام في شركة "إس آند بي غلوبال إنيرجي" جيم بيركهارد :"لا يمكن أن تستمر هذه الحالة لشهور طويلة".
وفيما بدأت البحرية الفنزويلية بمرافقة ناقلات النفط، فإن المرافقة توقفت عند حدود المياه الإقليمية؛ ما دفع مادورو للتفكير في خطوة أكثر تصعيدا بوضع جنود مسلحين على ناقلات متجهة للصين؛ الأمر الذي سيجعل تدخل الجيش الأمريكي أكثر تعقيدا لكنه قد يجر البلاد إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع أسطول أمريكي متواجد في الكاريبي.
ويعتقد مراقبون أن هذا الضغط الأمريكي المتزايد على صادرات النفط الفنزويلية، عرقل الانتعاش الجزئي الذي شهدته صناعة النفط في السنوات الأخيرة، بعد أن تخلّى مادورو تدريجيا عن نهج "القومية النفطية" وسمح للشركات الخاصة بالتحكم في بعض المشاريع المشتركة مع شركة النفط الحكومية.
وكشفت بيانات الصناعة أن الإنتاج النفطي ارتفع إلى نحو 1.1 مليون برميل يوميا هذا العام، مقارنة بنحو 360 ألف برميل في النصف الثاني من 2020، لكن حملة ترامب ضد أسطول الناقلات أوقفت هذا الارتفاع.
ورغم جهود مادورو لاستعراض استمرار صادرات النفط عبر شركة شيفرون، فإن تزايد صعوبات بيع الخام الفنزويلي خارج البلاد، يضع الاقتصاد الوطني تحت تهديد شديد، ويحد من خيارات مادورو لتقليص الإنتاج، وتخزين النفط، أو المخاطرة بمواجهة محتملة مع الولايات المتحدة.