logo
العالم

دبابات "تشونما-2".. كوريا الشمالية "تصب الزيت" على حرب أوكرانيا

دبابات "تشونما-2".. كوريا الشمالية "تصب الزيت" على حرب أوكرانيا
دبابة "تشونما-2" الكورية الشماليةالمصدر: متداولة
19 أغسطس 2025، 12:22 م

بينما تبذل واشنطن جهودًا لإطفاء نيران الحرب، تختار كوريا الشمالية أن تصب الزيت على حرب أوكرانيا، متقدمة خطوة جديدة بإرسال دبابات القتال الرئيسية "تشونما-2" وناقلات الجنود المدرعة إلى روسيا.

وتعكس هذه الخطوة أكثر من مجرد دعم عسكري لموسكو، فهي تحمل في طياتها محاولة لإعادة التموضع في النظام الدولي، وكسر عزلة امتدت لعقود طويلة.

وكشف رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، الفريق كيريلو بودانوف، أن كوريا الشمالية تستعد لإرسال ما بين 50 و100 مركبة قتالية مع طواقمها لدعم المجهود الحربي الروسي في ساحة المعركة، بما في ذلك دبابة القتال الرئيسية "تشونما-2" وناقلة الجنود المدرعة "بي تي آر-80".

ووفقا للمراقبين، يُنظر إلى هذا التصعيد باعتباره تحولًا نوعيًّا، إذ لم تكتفِ بيونغ يانغ بتزويد موسكو بصواريخ ومنصات دفاعية، بل باتت ترسل معدات ثقيلة مع طواقمها القتالية، في إشارة إلى دخولها المباشر على خط الحرب. 

أخبار ذات علاقة

جانب من اجتماع قادة أوروبا مع ترامب وزيلينسكي

أوكرانيا تعد محتوى الضمانات الأمنية و"الراغبين" يبحث الخطوات المقبلة

 

"تشونما-2" تتميز بتجاوز رمزيتها السياسية، خاصة وأنها مزودة بتقنيات متطورة أبرزها نظام حماية نشط قادر على اعتراض المقذوفات قبل إصابتها الهدف، إلى جانب نظام تحكم متقدم في النيران وقدرات تحديد مواقع دقيقة. 

وهذه المواصفات تمنحها أفضلية على كثير من المركبات الأوكرانية، وربما حتى على بعض الدبابات الروسية نفسها، خاصة أن موسكو تعاني من استنزاف مخزونها من الدبابات السوفيتية القديمة.

وأكد خبراء، أن كوريا الشمالية تتحرك وفق استراتيجية مدروسة تستغل الحرب الأوكرانية كمنصة لكسر عزلتها الدولية، وإعادة تقديم نفسها كقوة صاعدة ضمن محور مضاد للغرب. 

ويرى الخبراء أن إرسال بيونغ يانغ دبابات "تشونما 2" إلى موسكو ليس مجرد دعم عسكري، بل رسالة سياسية بأنها حليف موثوق قادر على لعب دور فعّال في الصراع الدولي، وبأن وقوفها إلى جانب روسيا قد يفتح لها الباب أمام مكاسب سياسية واقتصادية وأمنية تعزز من حضورها على الساحة العالمية.

وأضافوا أن التدخل الكوري لم يخلُ من تجارب سابقة فاشلة، مثل إرسال آلاف الجنود الذين عانوا من ضعف التدريب واختلاف أساليب القتال مع الروس، وهو ما دفع بيونغ يانغ إلى تغيير نهجها عبر إرسال وحدات مدرعة متكاملة بقيادتها ودعمها اللوجستي المستقل.

أخبار ذات علاقة

ماركو روبيو

الأرض جزء من الحوار.. روبيو يدعو روسيا وأوكرانيا لتقديم تنازلات

 
وبحسب تقديراتهم، فإن الهدف لا يقتصر على نصرة موسكو، بل يشمل الاستفادة من الخبرة الميدانية وتعزيز الشراكة العسكرية، بما يضمن لكوريا الشمالية مساحة أوسع للتحرك وكسر طوق العزلة المفروض عليها منذ عقود.

وأكد إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيوستراتيجي، أن كوريا الشمالية تتحرك وفق رؤية استراتيجية مدروسة تهدف إلى كسر العزلة الدولية المفروضة عليها منذ عقود، مستفيدة من الأزمة الأوكرانية باعتبارها "نافذة نادرة" لإعادة تموضعها على الساحة العالمية. 

وأشار، كابان لـ"إرم نيوز"، إلى أن هذا التحرك ليس مجرد رد فعل مؤقت، بل يعكس تقاطع حسابات بيونغ يانغ السياسية مع المصالح الروسية في مواجهة الغرب.

وأضاف أن كوريا الشمالية تسعى لإثبات أنها ليست مجرد دولة هامشية، بل حليف يمكن الوثوق به والاعتماد عليه، سواء من خلال الإمدادات أو المواقف السياسية الداعمة لموسكو. 

واعتبر أن بيونغ يانغ توظف الحرب الأوكرانية لتكريس حضورها كجزء من المعادلة الدولية، ليس فقط لمساندة روسيا، وإنما أيضًا لتحقيق مكاسب مباشرة على الصعيد السياسي والاقتصادي وحتى الأمني.

وشدد على أن كوريا تراهن على أن دعمها لموسكو سيقابله دعم روسي ملموس يخفف من وطأة العزلة الغربية.

ولفت إلى أن هذا الدعم قد يتجاوز البعد السياسي والدبلوماسي ليشمل الجوانب الاقتصادية والتقنية، وربما حتى المظلة الأمنية. 

أخبار ذات علاقة

من القصف الصاروخي الروسي على أوكرانيا

"سيناريوهان معقدان".. كيف ستنتهي الحرب في أوكرانيا؟

 
وأوضح أن "بيونغ يانغ تدرك التحولات الجارية في التوازنات الدولية، وتسعى لاستخدام الأزمة الأوكرانية لإعادة تقديم نفسها كقوة صاعدة ضمن محور عالمي مضاد للغرب، الأمر الذي يجعل العلاقات الكورية – الروسية تدخل مرحلة جديدة تحمل في طياتها تحولات أوسع في المشهد الجيوسياسي".

من جانبه، اعتبر العميد نضال زهوي، الخبير العسكري، أن دخول كوريا الشمالية على خط الحرب الأوكرانية إلى جانب روسيا له أبعاد استراتيجية عميقة، خاصة في ظل توقيع الدولتين اتفاقية شراكة عسكرية تشمل الدفاع المشترك. 

وأكد زهوي، لـ"إرم نيوز"، أن إرسال دبابات "تشونما 2" إلى موسكو لم يكن الخطوة الأولى، بل سبقه إرسال نحو 6 آلاف جندي كوري إلى جبهات القتال.

"لكن التجربة باءت بالفشل بسبب غياب التكافؤ العسكري وضعف التنسيق واختلاف أساليب القتال، إضافة إلى افتقار الجنود الكوريين إلى التدريب المناسب لمواجهة دفاعات أوكرانيا غير التقليدية".

وبين زهوي أن التقييم اللاحق دفع بيونغ يانغ إلى تغيير نهجها، إذ باتت ترسل وحدات مدرعة متكاملة تضم الدبابة وطاقمها والدعم اللوجستي وقيادة مستقلة، مما يتيح تنفيذ مهام هجومية أو دفاعية بكفاءة أكبر بعيدًا عن التعارض مع القيادة الروسية.

أخبار ذات علاقة

زعماء أوروبا وزيلينسكي

من البيت الأبيض.. جبهة أوروبية موحدة لرسم مستقبل جديد لأوكرانيا

 

وفيما يخص دوافع كوريا الشمالية، أكد زهوي أن الأمر يتجاوز مجرد تعزيز التحالف مع روسيا، ليشمل مكاسب استراتيجية على رأسها إكساب قواتها خبرات قتالية ميدانية نادرة، إلى جانب تعزيز موقعها الدولي عبر التقارب مع القوى المناهضة للغرب. 

وقال إن الهدف الأساسي لبيونغ يانغ هو الاستفادة من التجربة الميدانية وكسر طوق العزلة الدولية، وليس المراهنة الكاملة على موسكو وحدها.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC