logo
العالم

"سيناريوهان معقدان".. كيف ستنتهي الحرب في أوكرانيا؟

من القصف الصاروخي الروسي على أوكرانياالمصدر: سبوتنيك

مع الحراك الدبلوماسي الكبير، بين قمة ألاسكا التي جمعت الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، وأخرى في واشنطن في البيت الأبيض بحضور الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وزعماء أوروبيين، فإن حلولاً تلوح بالأفق للحرب المستمرة منذ 2022.

ويرى تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن "نهايتين" هما الأكثر ترجيحاً، أولهما أن تخسر أوكرانيا أراضيها، مع بقائها دولة قومية آمنة ذات سيادة، حتى لو انكمش حجمها، وثانيهما أن تخسر أراضيها وسيادتها، فتعود إلى دائرة نفوذ موسكو.

وتجاهل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مساعي الولايات المتحدة وأوروبا لوقف إطلاق النار من شأنه تجميد خط المواجهة الحالي، على أن يتبع ذلك محادثات حول السيطرة على الأراضي الأوكرانية وضمانات أمنها. بل أشار بوتين إلى أنه سيواصل الحرب حتى تصبح أوكرانيا والغرب مستعدين لتلبية أهداف موسكو الجيوسياسية الأوسع.

وبينما فشلت محاولة روسيا السيطرة على كييف، فإن دفاع أوكرانيا العنيد لا يزال يحصر روسيا في مكاسب ميدانية هامشية بتكلفة باهظة، إلا أن آمال أوكرانيا في طرد الروس بالكامل "شبه مستحيل"، نظراً لضعف جيشها، وهو ما يرجّح أحد السيناريوهين لأكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

تقسيم مع الحماية

أقرّت القيادة الأوكرانية بهدوء بأنها لا تملك القوة العسكرية الكافية لاستعادة حدودها كاملة، لذا فإن السيناريو الأمثل لكييف وداعميها الأوروبيين هو على الأرجح حصر روسيا في ما تحتله قواتها بالفعل، أي ما يعادل حوالي خُمس مساحة أوكرانيا. 

أخبار ذات علاقة

قمة ساخنة في واشنطن

قمة ساخنة في واشنطن.. هل يبيع ترامب أوكرانيا على طاولة البيت الأبيض؟

 ولا يزال الكرملين يُصرّ على انسحاب أوكرانيا من المناطق التي يدعي أنها روسية لكنها لا تسيطر عليها، ولا سيما الجزء الخاضع للسيطرة الأوكرانية من منطقة دونيتسك، حيث تسيطر أوكرانيا على سلسلة من المدن المحصنة التي لم تتمكن روسيا حتى الآن من السيطرة عليها.

لكن السؤال الأكبر هو ماذا سيحدث للـ80% المتبقية من أوكرانيا؟

تسعى كييف وحلفاؤها الأوروبيون إلى حماية أمن وسيادة ما تبقى من أوكرانيا مستقبلًا، من خلال مزيج من الدفاعات العسكرية الأوكرانية القوية والمساعدة الأمنية الغربية. ويسعى ما يُسمى بـ"تحالف الراغبين" بقيادة المملكة المتحدة وفرنسا إلى نشر بعض قواته في أوكرانيا كرادع إضافي ضد أي هجوم روسي مستقبلي.

يأمل القادة الأوروبيون أن تنضم الولايات المتحدة إلى الضمانات الأمنية لأوكرانيا، وقد تشجعوا في الأيام الأخيرة بانفتاح ترامب الواضح على هذه الضمانات، مع ذلك، لا يزال أي دور محتمل للولايات المتحدة غير واضح.

ومثل هذه النتيجة تشبه إلى حد كبير نهاية الحرب الكورية في عام 1953، والتي تركت شبه الجزيرة مقسمة ولكن كوريا الجنوبية محمية منذ ذلك الحين، وخاصة من قبل القوات الأمريكية.

ولكن بالنسبة إلى بوتين فإن النتيجة على غرار ما حدث في كوريا ستكون بمثابة فشل تاريخي، إذ يريد زعيم الكرملين أن يحتفظ بـ 20% من أراضي أوكرانيا، لكنه يخسر الجزء الأكبر إلى الأبد، في حين يشاهد القوات الغربية تحمي بلداً يصر على أنه دولة "شقيقة" لروسيا.

وقال جانيس كلوج، الخبير في الاقتصاد الروسي في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، وهو مركز أبحاث في برلين إن "وجهة النظر الروسية في الوقت الراهن هي أن هذه الحرب غير مستدامة، ولكن أوكرانيا أقل استدامة، وبحلول الوقت الذي تجبر فيه المشاكل الاقتصادية على إنهاء الحرب، ستكون كييف قد خسرت".

التقسيم مع التبعية

شملت مطالب روسيا منذ بدء الحرب عام 2022 تقليص حجم القوات المسلحة الأوكرانية، والحد من أسلحتها وإمداداتها من الأسلحة الغربية، وتغيير نظامها السياسي، بما في ذلك دستورها، وقيادتها، وسياساتها بشأن اللغة والتاريخ والهوية الوطنية.

أخبار ذات علاقة

ترامب وزيلينسكي في لقاء سابق

ضمانات أمنية لأوكرانيا.. زيلينسكي يشيد بقرار أمريكي "تاريخي"

 الخطر الأكبر على أوكرانيا لا يقتصر على فقدان شرقها وجنوبها، بل يكمن في عجز ما تبقى منها عن مقاومة "هجوم" روسي ثالث، بعد 2014 و2022. قد يُجبر هذا التهديد كييف على الرضوخ لرغبات موسكو بشأن قيادتها وسياساتها داخلياً وخارجياً.

وستُحوّل هذه النتيجة ما تبقى من أوكرانيا إلى محمية روسية، وهو ما يُمثّل استسلاماً لأمة تسعى إلى ترسيخ ديمقراطيتها والاندماج مع أوروبا والغرب، وهذا، أكثر من استيلاء الأوكرانيين على حقول ومدن شرق البلاد، هو ما يُناضل الأوكرانيون لمنعه.

تظل ساحة المعركة السبيل الوحيد أمام بوتين لتحقيق شروط الاستسلام هذه، ورغم أن القوات الروسية لا تزال تحقق مكاسب محدودة من حيث المساحة، فإن هدفها الرئيس هو استنزاف جيش أوكرانيا، وإضعاف إرادة البلاد في القتال.

بعد ثلاث سنوات ونصف من الحرب الشرسة، تشعر القوات الأوكرانية بالإرهاق، والضعف العددي، وعدم الرضا عن جنرالاتها، لكنها تواصل المقاومة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC