إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
اعتبر خبراء، أن مقترح الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بـ"تعليق الحوار مع إسرائيل"، يعد بمثابة إشارة قوية لوجود خلافات عميقة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بشأن التوتر العسكري في الشرق الأوسط.
ويعكس المقترح القلق الأوروبي من سياسات الحكومة الإسرائيلية والأحزاب اليمينية المتطرفة بها، كما تثير العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان انتقادات واسعة داخل دول التكتل الأوروبي، وأدت لتصاعد التوترات بين الطرفين.
وفي حين أكدت مصادر دبلوماسية أن بوريل يهدف للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف التصعيد العسكري والالتزام بالقانون الدولي، أشار خبراء إلى أن "بوريل يمارس ضغوطًا على دول الاتحاد الأوروبي من أجل اتخاذ مواقف أكثر حسمًا ضد إسرائيل".
وقال الخبير في الشؤون الدولية، باسل منصور، إن "رسالة بوريل يمكن اعتبارها إشارة قوية لوجود خلافات عميقة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بشأن التوتر العسكري في الشرق الأوسط، ويؤكد رفض الاتحاد استمرار ذلك".
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن "الرسالة تمثل وسيلة ضغط جديدة من بوريل والاتحاد الأوروبي على إسرائيل من أجل تقديم تنازلات تؤدي إلى التوصل لاتفاقيات تهدئة مع لبنان وغزة، خلال الفترة المقبلة وقبل تولي الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب مهام منصبه".
وأشار منصور إلى أن "الرسالة تظهر إدراك قادة الاتحاد أن نتنياهو وشركاءه اليمينيين هم الطرف المعطل لعودة الهدوء لمنطقة الشرق الأوسط، وتكشف مخاوفهم من اندلاع حرب إقليمية".
وأضاف أنه "من الواضح أن الاتحاد الأوروبي يسعى لدور أكبر في المنطقة يمكنه من تحقيق التهدئة وإعادة الأوضاع لما كانت عليه قبل هجوم عناصر حماس في أكتوبر/تشرين أول من العام الماضي"، مرجحًا أن يلجأ الاتحاد لإجراءات أخرى خلال الفترة المقبلة.
ومضى منصور قائلًا: "سيزيد الاتحاد من الانتقادات العلنية لإسرائيل، وقد يعلق بعض الاتفاقيات ويضغط على الدول الأعضاء من أجل وقف تصدير الأسلحة للجيش الإسرائيلي، وهو الأمر الذي سيؤثر على حكومة نتنياهو ويدفعها لتقديم تنازلات جوهرية".
ومن جانبه، قال الخبير في الشؤون الدولية، رائد بدوية، إن "بوريل يمارس ضغوطًا على دول الاتحاد الأوروبي من أجل اتخاذ مواقف أكثر حسمًا ضد إسرائيل، في إطار المبادئ الرئيسية للاتحاد خاصة ما يتعلق بحقوق الإنسان والقانون الدولي".
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل تقابل تلك الضغوط بإجراءات مشددة ضد بوريل وبمشاورات منفصلة مع دول الاتحاد الأوروبي، خاصة التي تصنف على أنها حليفة لتل أبيب"، مؤكدًا أن نتنياهو يرفض الاستسلام لضغوط بوريل.
وأشار بدوية إلى أن "مقترح بوريل سيجبر إسرائيل على التخفيف من وتيرة تعنتها فيما يتعلق بالتهدئة سواء مع غزة أو لبنان"، لافتًا إلى أن حكومة نتنياهو ستكون مضطرة للاستجابة للضغوط الدولية والأوروبية لوقف التوتر العسكري.
واستدرك بالقول: "لكن ذلك لن يكون إلا في إطار الرؤية الإسرائيلية وبالتوافق مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وذلك من أجل إرضاء ترامب"، مبينًا أن إسرائيل تحاول التوصل لصفقة مع جميع حلفائها للقبول بالتهدئة مع لبنان وإنهاء الحرب بغزة".
ورجح بدوية أن تكون "الأشهر المقبلة حاسمة، ومرهونة بجدية الضغوط الأوروبية والأمريكية على نتنياهو وحكومته لإنهاء الحرب"، لافتًا إلى أن تنصيب ترامب مع استمرار التوتر العسكري بالشرق الأوسط يعني طول أمد الحرب لفترة أطول من المتوقع وخاصة في غزة.