logo
العالم
خاص

عميد باكستاني سابق: وساطة الصين بين كابول وإسلام آباد تعيد رسم الأمن الإقليمي

عميد باكستاني سابق: وساطة الصين بين كابول وإسلام آباد تعيد رسم الأمن الإقليمي
العميد الباكستاني السابق فايز حسين شاهالمصدر: إرم نيوز
31 أغسطس 2025، 12:02 م

قال العميد الباكستاني السابق، فايز حسين شاه، إن الوساطة الصينية بين باكستان وأفغانستان تمثل تحوّلًا استراتيجيًا قد يعيد صياغة التوازنات الأمنية والسياسية في آسيا الوسطى والجنوبية، بعد عقود من التوترات الحدودية والخلافات العميقة بين البلدين.

وأوضح شاه، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن بكين نجحت في إعادة تعريف العلاقة بين كابول وإسلام آباد، ليس بوصفها معضلة ثنائية فحسب، بل باعتبارها جزءًا من معادلة أوسع للأمن والتنمية الإقليمية، تربط بين الاستقرار ومحاور التجارة ومشاريع البنية التحتية ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، وعلى رأسها الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني (CPEC).

الصين كوسيط "هادئ وفعّال"

وأشار إلى أن "الصين انتهجت دبلوماسية هادئة قائمة على منصات حوار ثلاثية بعيدة عن الضغوط الخارجية، وربط الأمن بالتنمية عبر اعتبار استقرار الحدود شرطًا لنجاح الاستثمارات، إلى جانب تشجيع التعاون في مكافحة الإرهاب ومنع استغلال أراضي الطرفين من قبل الجماعات المتطرفة".

وأضاف أن "هذا النهج عزز ثقة الطرفين في بكين، مقارنة بالضغوط الغربية التي غالبًا ما كانت تحمل طابعًا سياسيًا أو عسكريًا".

أخبار ذات علاقة

الدبلوماسي الهندي السابق، أميت كومار

دبلوماسي هندي سابق: بكين تسببت بـ"هدم" 24 جولة حوار بتقاربها مع باكستان

وبحسب شاه، فإن "نجاح الوساطة الصينية يحمل مكاسب متوازنة للأطراف الثلاثة، إذ يضمن لباكستان استقرار حدودها الغربية والحد من تسلل المجموعات المسلحة، وتعزيز طرق التجارة مع آسيا الوسطى وترسيخ تحالفها مع بكين، ويفتح أمام أفغانستان فرص استثمار وانفتاح على أسواق جديدة ودعمًا دبلوماسيًا يعزز موقعها بعد العزلة، في حين يمنح الصين حماية لمشاريعها الاستراتيجية ومنعًا لتسلل الفكر المتطرف إلى شينجيانغ وتثبيتًا لدورها كقوة عظمى مسؤولة".

توازن مع الهند

ولفت شاه إلى أن "الصين تعاملت بذكاء مع الدور الهندي، عبر استبعاد نيودلهي من معادلة الوساطة الثلاثية، وفي الوقت نفسه تجنب الدخول في مواجهة مباشرة، مستفيدة من دور باكستان لموازنة الطموحات الهندية في كابول".

أخبار ذات علاقة

وزراء خارجية الصين وأفغانستان وباكستان

لقاء ثلاثي في كابول.. مطالب باكستانية صينية لطالبان بـ"كبح الإرهاب"

وشدد العميد السابق على أن "نجاح هذا التقارب يتطلب استراتيجية شاملة تقوم على مواجهة خطاب التطرف بخطاب ديني وثقافي بديل، وتعزيز التجارة العابرة للحدود والمشاريع المشتركة، وإطلاق برامج تبادل ثقافي وتعليمي بين المجتمعات، وإشراك منظمات إقليمية مثل منظمة شنغهاي للتعاون لإضفاء شرعية دولية، إلى جانب التعاون في قضايا البيئة والمناخ التي تمس مباشرة المجتمعات الحدودية".

وختم شاه تصريحه بالتأكيد أن "الوساطة الصينية ليست مجرد جهد دبلوماسي، بل إعادة معايرة كاملة للجغرافيا السياسية في المنطقة"، مضيفًا: "إذا استثمرت باكستان وأفغانستان هذه اللحظة، يمكن أن يتحول إرث عقود من الشكوك المتبادلة إلى مستقبل من الاستقرار والنمو المشترك، برعاية الرؤية الاستراتيجية الصينية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC