صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين

logo
العالم

أحدها يهدد بإشعال المنطقة.. خيارات ترامب "المعقدة" أمام التصعيد الإسرائيلي

أحدها يهدد بإشعال المنطقة.. خيارات ترامب "المعقدة" أمام التصعيد الإسرائيلي
الرئيس الأمريكي دونالد ترامبالمصدر: رويترز
16 يونيو 2025، 1:43 م

عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا، السبت الماضي لبحث تطورات الحرب الجارية بين إيران وإسرائيل، أثناء حضور الرئيس دونالد ترامب الاستعراض العسكري غير المسبوق في شوارع العاصمة واشنطن بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي. 

الإعلان عن الاجتماع جاء ذلك بعد أن تلقى المكتب البيضاوي طلبا عاجلا من الحكومة الإسرائيلية للانضمام إلى العملية العسكرية التي تنفذها.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

ترامب يؤكد استمرار دعم إسرائيل ويأمل في وقف إطلاق النار مع إيران

وبحسب مراقبين، فإن الخيار المفضل لدى إدارة ترامب حتى اللحظة، هو الإبقاء على أمل نجاح الوساطة الأمريكية في مسار المفاوضات مع إيران بشأن ملفها النووي. 

ويعتقد أن أي انخراط مباشر من قبل واشنطن في العمليات العسكرية سيفقدها القدرة على العودة إلى الخيار التفاوضي؛ إذ ستصبح طرفا في الأزمة لا وسيطا يسعى لصياغة اتفاق بين الطرفين المتنازعين في المنطقة.

كان هذا هو الرأي الغالب داخل فريق الأمن القومي، حيث لا يزال الجميع يؤمن بأن المفاوضات هي السبيل لتحقيق إنجاز دبلوماسي لهذه الإدارة، التي لم تفلح حتى الآن في التوصل إلى تسوية، ولو مرحلية، في الحرب الأوكرانية، رغم رهان ترامب على ذلك منذ اليوم الأول لولايته.

وحتى نهاية الأسبوع الماضي، كان الاعتقاد السائد في واشنطن أن إدارة ترامب تقترب كثيرا من اتفاق مع إيران، وأن ذلك سيكون إنجازها الدبلوماسي في النصف الأول من ولايته الرئاسية.

وكان يُنظر إلى نجاح هذه الإدارة في تحقيق هذا الإنجاز على أنه فرصة لتقديم نفسها بصورة "الإدارة الحاسمة والسريعة"، مقارنةً بذلك المسار الطويل والمعقد الذي احتاج إليه الرئيس الأسبق باراك أوباما للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، وهو الاتفاق الذي وصفه ترامب بـ"السيئ" وتراجع عنه في ولايته الأولى، ساعيا إلى إطلاق مبادرة جديدة في مطلع ولايته الثانية.

تطورات متسارعة واختيارات معقدة

عندما وافق الرئيس ترامب على العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، كانت الموافقة مشروطة بعدم انخراط الولايات المتحدة مباشرة. فبينما كانت الطائرات الإسرائيلية تهاجم أهدافها داخل إيران، كان البيت الأبيض يتحدث عن الجولة السادسة المفترضة من المفاوضات في العاصمة العمانية مسقط.

وسواء تحدث ترامب أو مبعوثه الرئاسي والمفاوض ستيف ويتكوف، كان واضحا أن أولوية الإدارة الأمريكية تظل في السعي التفاوضي، مع الرهان على جولة جديدة يمكن أن تحقق الهدف المنشود.

وقال مقربون من إدارة ترامب لـ"إرم نيوز" إن التقدير السائد داخل البيت الأبيض هو أن الرسالة التي ستصل إلى طهران هي أن الخيار العسكري جاد، وأن ترامب كان جادا أيضا عندما منح مهلة الستين يوما؛ ما قد يدفع الإيرانيين في نهاية المطاف إلى إظهار المرونة المطلوبة للوصول إلى اتفاق.

نتنياهو خلال حديث عن الخطر النووي الإيراني

وأشاروا إلى أن ترامب كان يراهن على نجاح استراتيجيته القائمة على عرض يرتكز على مفاتيح أساسية: رفع العقوبات عن إيران، وإطلاق شراكة استثمارية طويلة الأمد، وإعادة صياغة الدور الإقليمي لطهران، بما يجعلها شريكا في تجمع نووي سلمي تقوده الولايات المتحدة.

لكن في المقابل، كان يُطلب من إيران إنهاء مشروعها النووي بالكامل، وتصفير قدرتها على تخصيب اليورانيوم، وهي النقطة المركزية الخلافية التي طبعت مفاوضات الجولات الخمس السابقة.

خيبة تفاوضية.. وإعادة تقييم

عندما لم يقترب الرد الإيراني حتى من الحد الأدنى لتوقعات ترامب، بدأ الرئيس وفريقه الأمني بإعادة النظر في خياراتهم للخروج من مأزق المفاوضات المعقدة.

اليوم التالي.. حسابات ووساطات

يسود في واشنطن رأي بين أكثر أجنحة الحزب الجمهوري قربا من الرئيس ترامب، يرى أن الولايات المتحدة يجب أن تحافظ على دورها كوسيط، وتُبقي الباب مفتوحا أمام المسار التفاوضي، حتى في ظل التصعيد، تماشيا مع شعار الإدارة: "أمريكا أولًا".

لكن ترامب، وعند سماعه لآراء المحافظين، رد بقسوة، مؤكدا أنه هو من أعاد إحياء هذا التوجه السياسي، وأنه الأقدر على تحديد مصلحة أمريكا، والتي يراها الآن في منع إيران من امتلاك سلاح نووي.

هجوم إيراني على تل أبيب

وأضاف أن مفهومه للسلام العالمي، الذي يسعى لتحقيقه في ولايته الثانية، لا يمكن أن يتحقق في ظل وجود "إيران نووية".

تحرك دبلوماسي سريع واتصال مع بوتين

في اليوم التالي لبدء العمليات العسكرية، التي تحولت بسرعة إلى حرب تهدد المنطقة بسيناريوهات معقدة، انخرط ترامب في سلسلة اتصالات مع أطراف إقليمية ودولية، أبرزها روسيا.

وعقب مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال ترامب إنه اتفق مع بوتين على ضرورة إنهاء الأزمة بين إيران وإسرائيل، مضيفًا أنه قادر على التوصل إلى اتفاق بين الطرفين "بسهولة".

وفي وقت لاحق، عاد ليؤكد التزام إدارته بالدفاع عن إسرائيل، معربا عن أمله في عودة إيران إلى طاولة المفاوضات.

السؤال الذي لا يزال بلا إجابة

هل يعني إعلان ترامب التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن إسرائيل أن واشنطن مستعدة للانخراط في الحرب بشكل مباشر؟

يرى المعارضون من المحافظين والديمقراطيين أن الولايات المتحدة تنفذ التزامها تجاه إسرائيل من خلال دعمها الدفاعي، مثل صدّ الصواريخ الإيرانية عبر قواعدها المنتشرة في المنطقة، ويعتبرون أن هذا كافٍ في المرحلة الحالية.

ويؤكدون أن أي تحرك أبعد من ذلك سيكون مشروطًا بحالة واحدة: استهداف مباشر لقواعد أو قوات أمريكية في المنطقة. حينها، كما صرّح ترامب ووزير دفاعه ووزير خارجيته ومستشار الأمن القومي ماركو روبيو، سيكون الرد الأمريكي قويًا، وستتغير المعادلة السياسية والعسكرية بشكل كامل.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC