الجيش الإسرائيلي يدمر برج السوسي السكني وسط مدينة غزة بعد إنذار بقصفه
بدأت الحرب، لكن متى يمكن أن تنتهي. في تقديرات لخبراء وتقارير إعلامية دولية، فإن الحرب المستمرة منذ أربعة أيام بين إيران وإسرائيل قد تتواصل أياماً أخرى وربّما أسابيع، مع استبعاد أن تصل إلى أشهر.
وعند اشتباكهما الأول بعد عقود طويلة من التصعيد الإعلامي، خاضت إيران وإسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي معارك قصيرة ومحصورة، كانت تنتهي عادة في غضون ساعات، وسعى الجانبان إلى إيجاد حلول مؤقتة تُخفف التوترات.
لكن هذه المرة، ومنذ أن بدأت إسرائيل جولة جديدة من القتال يوم الجمعة، تعهدت الدولتان بمواصلتها ما دام ذلك ضرورياً، مما وسّع نطاق هجماتهما وأدى إلى ارتفاع كبير في عدد القتلى في البلدين.
يتوقع تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أن يستمر الصراع أسبوعاً آخر على الأقل، أو ربما أسابيع مع تجاهل كل من إسرائيل وإيران سُبل التهدئة.
تبدو إيران بعد أربعة أيام بعيدة كل البعد عن الاستسلام الذي كانت تأمله إسرائيل بعد ضربتها القوية المباغتة يوم الجمعة، والتي أودت بعشرات القادة والعلماء الإيرانيين.
وكان الإسرائيليون يراهنون، بحسب الكاتب والمحلل السياسي نضال السبع، على أن يُحدث اليوم الأولى "صدمة قوية داخل المجتمع الإيراني"، تؤدي إلى انهيار النظام، و"هو ما لم يحدث بل على العكس استعاد زمام المبادرة".
ويسيطر النظام الإيراني سيطرة كاملة على البلاد، ولا يزال يمتلك مخزونات كبيرة من الصواريخ الباليستية، حتى مع تقييد إسرائيل لقدرتها على إطلاق بعضها.
ويرجح نضال السبع في تصريح لـ "إرم نيوز" أنه بحال استمرّت إيران بتوجيه الضربات إلى العمق الإسرائيلي "بهذا العنف وهذه القوة"، أن يتجه الإسرائيليون إلى الأمريكيين سعياً لفتح قناة تفاوض لوقف إطلاق النار أولاً، ثم العودة إلى مباحثات البرنامج النووي.
كذلك يعتقد الكاتب والباحث السياسي، رجا طلب، أن قدرة الإسرائيليين على تحمل صراع من هذا النوع لا يمكن أن تزيد على أيام، مشيراً إلى "صعوبة استمرار حياتهم في الملاجئ وتعطل الحياة الاقتصادية".
ويشير رجا طلب في تصريح لـ "إرم نيوز" إلى الأعباء الاقتصادية الحالية، مع تلك التي تسببت بها حرب غزة، والحصار الذي يفرضه الحوثيون على ميناء إيلات، وقبل ذلك كان استهداف حزب الله لمدن تمثل عصب الاقتصاد الإسرائيلي مثل يافا وحيفا، وخصوصا ميناءها.
كما يذهب إلى عامل يعد الأهم وهو الأمن، فيقول إنه "باسم الأمان والأمن تستبيح إسرائيل كل شيء وتتجاوز كل الخطوط الحمراء، بحجة حماية شعبها"، مضيفاً أن هذا مفتقد مع مشاهد غير مسبوقة من "دمار ودماء" في مدن إسرائيلية كبرى.
وبتقدير رجا طلب فإن الحرب لن تستمر أكثر من أسبوعين، حتى لو أراد بنيامين نتنياهو استمرارها مجبراً لتحقيق هدفها الأساس، وهو تدمير المشروع النووي، لافتاً إلى أن هذا الهدف اتضح أنه "غير ممكن من دون تدخل أمريكي". ويضيف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يسعى لتوريط الولايات المتحدة لحسم أهداف الحرب سريعاً".
لكن "نيويورك تايمز" تستبعد في تحليل مستند إلى خبراء أن تنضم إدارة دونالد ترامب إلى إسرائيل في حربها ضد إيران، بل على العكس ترى أنه سيضغط عليها "خلال أيام" إذا رأى أن إيران أصبحت أكثر مرونة، ما قد يمهّد للعودة إلى مسار التفاوض.
"إيران أيضاً لا مصلحة لديها لإطالة الصراع" يقول رجا طلب مؤكداً أن معاناتها تبدو أشد، بينما يرى نضال السبع أن الإيرانيين الذي خاضوا حرباً مع العراق 8 سنوات في السابق، أكثر قدرة على التحمل من الإسرائيليين، التي قدّرها بثمانية أيام.