logo
العالم

المعركة الأشد تأثيرا.. أوكرانيا تصعّد "حرب الوقود" ضد روسيا

المعركة الأشد تأثيرا.. أوكرانيا تصعّد "حرب الوقود" ضد روسيا
هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على مستودع وقودالمصدر: منصة إكس
26 أغسطس 2025، 4:03 م

بدأت أوكرانيا نوعًا جديدًا من الحرب ضد روسيا، مسخّرة طائراتها المتطوّرة والأكثر كفاءة لضرب صناعة النفط والغاز الروسية، ما أجبر روسيا على ترشيد استهلاك الوقود، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وأدى تكثيف حملة الطائرات المسيرة الأوكرانية ضد مصافي النفط الروسية إلى توقف نحو 13% من إنتاج الوقود الروسي، وفقًا لمحللين. 

وأجبرت الاضطرابات المتكررة التي تسببها طائرات بدون طيار أوكرانية في شبكات السكك الحديدية والمطارات في روسيا المزيد من الروس على السفر بالطرق البرية خلال عطلاتهم الصيفية، تمامًا كما ارتفع الطلب على الوقود بسبب موسم الحصاد.

ونتيجة لذلك، طبّقت عدة مناطق، بما فيها شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا وأجزاء من سيبيريا، نظامًا للترشيد في محطات الوقود، وحيثما يتوفر البنزين يكون سعره أعلى بكثير، فقد ارتفعت أسعار الجملة الروسية لبنزين 95 أوكتان بنسبة 45% هذا العام حتى الآن، حتى مع الانخفاض الكبير في أسعار النفط الخام العالمية.

وقال بافلو كليمكين، وزير الخارجية الأوكراني السابق: "الحرب ليست على خط المواجهة فحسب. لذا، فإن أي ضربة نظامية لها أهمية غير متكافئة". 

وأضاف أن "هذه الضربات ليس لها تأثير مباشر على النشاط العسكري، لكنها تؤثر على الاقتصاد الروسي، والاقتصاد الروسي يعاني أصلًا من مشاكل، لذا فإن أي تدخل صغير قد يُحدث اختناقات ويُضاعف المشاكل داخل هذا النظام".

وبدأت أوكرانيا باستهداف مصافي النفط الروسية عام 2023 في إطار تطويرها لصناعة الطائرات المسيرة بعيدة المدى. وعارضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، هذه الهجمات آنذاك؛ خوفاً من تعطل إمدادات النفط العالمية، وحتى وقت قريب، امتنعت أوكرانيا عمومًا عن استهداف شريان الحياة الاقتصادي لموسكو، وهو بنيتها التحتية لتصدير النفط والغاز.

ولم يعد الأمر كذلك، إذ أشعلت طائرات مسيرة أوكرانية يوم الأحد النار في منشأة أوست-لوجا الاستراتيجية على بحر البلطيق، بعد أيام قليلة من تعطيل خط أنابيب دروجبا الذي يمد بيلاروسيا والمجر وسلوفاكيا بالنفط الخام الروسي. 

وتعرضت أكثر من 12 مصفاة روسية للقصف خلال الشهر الماضي، على بُعد مئات الأميال من الحدود، مع ازدياد قوة الطائرات المسيرة الأوكرانية وعددها.

وأصبحت أوكرانيا الآن قادرة على شن هجمات متواصلة. في العام الماضي، حاولت ذلك أيضًا، لكن الرؤوس الحربية كانت أخف وزنًا ومعدل النجاح أقل، وما يحدث الآن هو أنه بمجرد إصلاح عواقب الضربة، تتبعها ضربة أخرى.

أخبار ذات علاقة

صواريخ "Eram" الأمريكية

تهدد أغلب القواعد الروسية.. ما صواريخ "ERAM" التي حصلت عليها أوكرانيا؟

وإذا تمكنت أوكرانيا من الحفاظ على هذا الضغط وإلحاق أضرار بالمصافي بوتيرة أكبر من قدرة روسيا على إصلاحها، فسيكون الوضع مختلفًا تمامًا، كما قال سيرغي فاكولينكو، الذي شغل حتى عام 2022 منصب رئيس الاستراتيجية والابتكار في شركة غازبروم النفطية، إحدى شركات النفط الحكومية الرئيسية في روسيا.

وتُعطي الضربات كييف أيضًا نفوذًا سياسيًا، إذ تواجه ضغوطًا من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإنهاء الحرب بالرضوخ لبعض مطالب روسيا على الأقل. ومنذ الربيع، فرض البنتاغون قيودًا على استخدام أوكرانيا لصواريخ أتاكمز الأمريكية الصنع لاستهداف روسيا، أما الأسلحة الأوكرانية الصنع، فلا تخضع لهذه القيود.

وقال ميكولا بيليسكوف، الباحث في المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث يقدم المشورة للحكومة الأوكرانية، والمحلل البارز في منظمة "كوم باك ألايف" التي تُزوّد ​​الجيش الأوكراني بالعتاد: "نُوسّع نطاق ضرباتنا باستمرار ونُحسّن تكتيكاتها. وهذا يُظهر أننا، نعم، نعتمد على شركائنا، لكننا طورنا أيضًا قدراتنا وأوراقنا الخاصة، وأصبح لدينا إرادة قوية".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC