كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" تفاصيل جديدة عن ضربة إسرائيلية كانت محتملة على مواقع نووية إيرانية، وذلك نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.
وذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمر بشن هجوم على إيران حتى لو تم التوصل لاتفاق بين واشنطن وطهران، وفقاً لمعلومات قدمها مسؤولون إسرائيليون لإدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أن واشنطن لا تزال تخشى أن تقرر إسرائيل ضرب إيران دون سابق إنذار، وسط تقديرات بأن الاستعداد الإسرائيلي لشن هجوم قد يستغرق 7 ساعات فقط.
كما كشفت نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين أن نتنياهو أمر مسؤوليه بالتخطيط لضربة أصغر حجماً لا تتطلب مساعدة أمريكية، مشيرة إلى أن التخطيط الإسرائيلي جاء بعد لقاء رئيس الوزراء مع ترامب في أبريل الماضي في البيت الأبيض، والذي أعلن فيه نيته بدء المفاوضات مع طهران.
ووفق تقدير للاستخبارات الأمريكية، فإن تل أبيب تعتقد أن الهجوم "المحدود الوقت" على إيران، سيجنّب الضغوط على نتنياهو لإلغائه، مع قناعة إسرائيلية أن واشنطن حينها لن يكون أمامها خيار سوى مساعدة إسرائيل خلال الضربة.
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن الاستخبارات الأمريكية رصدت استعدادات إسرائيلية لشن هجوم، ما اضطر مدير المخابرات، جون راتكليف، للسفر لتل أبيب، وذلك بعد أن أقرّ نتنياهو لترامب بصحة التقارير التي تتحدث عن التحضير لهجوم على إيران، وأنه أمر جيشه وأجهزته الاستخباراتية بالاستعداد.
كما أشارت الصحيفة إلى أن مكالمة هاتفية متوترة واحدة على الأقل جرت بين ترامب ونتنياهو بشأن إيران، وسلسلة من الاجتماعات في الأيام الأخيرة بين كبار مسؤولي الإدارة وكبار المسؤولين الإسرائيليين، وأن نتنياهو هدد مباشرة بتقويض المفاوضات بضرب المنشآت النووية الرئيسة.
وجادل نتنياهو بأنّ ضعف إيران لن يدوم طويلًا، وأنّ الوقت مناسب لشنّ هجوم، فيما اعتبر ترامب أنّ هذا الضعف يجعل هذه اللحظة مثالية للتفاوض على إنهاء برنامج التخصيب الإيراني، مدعوماً بالتهديد بالعمل العسكري في حال انهيار المحادثات.
أما على صعيد آخر التطورات التفاوضية بين طهران وواشنطن، نقلت "نيويورك تايمز" عن مطلعين أنه سيكون هناك إعلان لبعض المبادئ المشتركة، فيما لا تزال التفاصيل قيد النقاش طي الكتمان.
ورجّحت الصحيفة أن المبادئ المشتركة قد تُمهّد الطريق لمزيد من المفاوضات، بدءاً من إمكانية استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم بأي مستوى، وكيفية تخفيف مخزوناتها من الوقود شبه القابل للاستخدام في صنع القنابل النووية أو نقلها إلى خارج البلاد.
ويتركز الخلاف الرئيسي في المفاوضات على موقف إدارة ترامب القاضي بوقف إيران جميع عمليات تخصيب المواد النووية على أراضيها، وهو ما ترفضه طهران بإصرار.
وفي محاولة لمنع انهيار المفاوضات، كشفت "نيويورك تايمز" عن أفكار تُطرح حالياً لتقريب وجهات النظر، من بينها مشروع إقليمي مشترك محتمل لإنتاج وقود لمفاعلات الطاقة النووية "السلمية" مع إيران ودول في المنطقة، إضافة إلى مشاركة أمريكية، إلا أن مكان التخصيب الفعلي لم يُحدد بعد.
يقول الخبراء إنه لإرضاء الإسرائيليين وصقور إيران في الكونغرس، سيتعيّن على أي اتفاق مؤقت، على الأرجح، أن يُلزم إيران بشحن وقودها شبه المُستخدم في صنع القنابل إلى خارج البلاد أو "تخفيضه" إلى مستوى أدنى بكثير.
