اعتبرت صحيفة "هافنغتون بوست" الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتغاضى عن بيع إيران مسيّرات وصواريخ لروسيا، رغم تفاخره بسياسة "الضغط الأقصى" لإفقار طهران وإجبار قادتها على التخلي عن برنامجها النووي.
وقالت الصحيفة، إن إيران كسبت عشرات وربما مئات الملايين من الدولارات، من اتفاقها على توريد الأسلحة إلى روسيا خلال العامين الماضيين، وبينما أدى ذلك الاتفاق إلى فرض عقوبات على كلا البلدين في عهد الرئيس السابق جو بايدن، يبدو أنه لم يلق أي معارضة من ترامب.
وقال ستيفن بايفر، السفير الأمريكي السابق لدى أوكرانيا في سنواتها الأولى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي: "لست متأكدًا من سبب عدم إثارة إدارة ترامب لهذه المسألة تحديدًا مع روسيا".
وأضاف: "يبدو أن الإدارة غير مستعدة للضغط على بوتين بأي طريقة مجدية، لو أرادت، لكان لديها نفوذ كبير على موسكو، بإمكان الحكومة الأمريكية تشديد العقوبات الاقتصادية والعمل مع مجموعة السبع لمصادرة أصول البنك المركزي الروسي المجمدة" وفق تعبيره.
وأكد الدبلوماسي الأمريكي أنه كان ينبغي على حكومة بلاده "أن تبدأ في استخدام بعضٍ من هذا النفوذ بعد أن اتضح أن بوتين لم يقبل الاقتراح الأمريكي بوقف إطلاق نار كامل لمدة 30 يومًا".
من جهتها، قالت ليانا فيكس، محللة الشؤون الأوكرانية في مجلس العلاقات الخارجية: لم تتطرق إدارة ترامب بطريقة حازمة إلى "محور الاضطرابات"، كما كان يُطلق عليه في عهد بايدن، بالنسبة للتعاون المتزايد بين روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.
وعندما سألت "هافنغتون بوست" خلال جلسة عُقدت في المكتب البيضاوي مؤخرًا، ترامب عن سبب تغاضيه عن ذلك، تجاهل السؤال، بل قدم بدلاً من ذلك تفسيرًا مُتشعبًا يُقرّ بقوة الطائرات المسيرة الإيرانية.
وقال ترامب: "أتلقى تقارير عن ذلك، ونحن ندرس تقريرًا. أنت مُحق، إنهم يُصنّعون الكثير من الطائرات المسيرة. إيران تُصنّع الكثير من الطائرات المسيرة. كما أنها تُصنّع طائرات مسيرة فعّالة للغاية. إنها تُؤدّي مهامًا بكفاءة عالية. لكن إيران تُعدّ من أهمّ أولوياتي".
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا لجأت إلى إيران للحصول على الصواريخ الباليستية قصيرة المدى المتطورة والطائرات بدون طيار، بما في ذلك صاروخ "شاهد-136"، مع استنزاف مخزوناتها من الأسلحة في العام الأول من الحرب في أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة أن العلاقة الروسية الإيرانية مستمرة، حتى بعد مذكرة "الضغط الأقصى"، التي أصدرها ترامب في الـ4 من شهر شباط/فبراير الماضي، مبينة أن المذكرة تجنبت أي ذكر لتحالف إيران الجديد مع روسيا.
وأوضحت أنّ إعفاء إيران من بيعها أسلحةً فتاكةً لروسيا ليس سوى واحدةٍ من بين العديد من الدلائل على أن الولايات المتحدة، في عهد ترامب، قد غيّرت موقفها فعليًّا من حرب أوكرانيا.
بدوره، قال جون بولتون، أحد مستشاري ترامب للأمن القومي خلال ولايته الأولى: "لقد قدّم ترامب ما يكفي من التنازلات لروسيا بالفعل، ما يجعله في صفّها موضوعيًّا، في النهاية، يظنّ أنه وبوتين صديقان. هذه هي استراتيجيته".
أما نيد برايس، المتحدث السابق باسم مجلس الأمن القومي في عهد باراك أوباما، ووزارة الخارجية في عهد بايدن، فقد قال: "لقد غيّرنا مواقفنا حرفيًّا، بما في ذلك الصوت الأمريكي في الأمم المتحدة"، مؤكدًا "أننا لم نعد ندعم الديمقراطية والحرية والاستقلال" وفق تعبيره.
