تساءلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن جدوى الضربات القوية التي وجهتها إسرائيل إلى إيران يوم الجمعة، وأدّت إلى مقتل قيادات كبيرة، لكنها "لن تُنهي البرنامج النووي" لطهران.
واعتبرت الصحيفة أن إسرائيل لن تستطيع في النهاية تدمير سوى أجزاء من البرنامج النووي، وأن ضرب منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز سيكون انتكاسة لإيران، لكن هذه المنشآت قابلة لإعادة البناء، كما أن اغتيال علماء إيران النوويين ضربة موجعة، لكن معرفتهم قابلة للتعويض مع مرور الوقت.
وتابعت الصحيفة: "يُظهر التاريخ أن ما يُسمى بضربات قطع الرؤوس قد يكون له تأثير قريب المدى، لكنه نادراً ما يُجدي نفعاً على المدى البعيد"، مضيفة أنه حتى لو انضمت الولايات المتحدة إلى إسرائيل في الضربات، فإن هذا لن يُنهي برنامج الأسلحة الإيراني تمامًا دون عملية لتغيير النظام في طهران.
وذهبت إلى أن أي تدخل عسكري أمريكي لمساندة إسرائيل سيُكرر "الأخطاء المأساوية لحرب العراق عام 2003، ولكن على نطاق أوسع". وتخشى "الغارديان" من أن يؤدي تقارب واشنطن مع تل أبيب في هذه المرحلة إلى توريط الولايات المتحدة بشكل أعمق في الصراع وتعريضها لردود فعل انتقامية إيرانية.
مع تركيز الولايات المتحدة على الاضطرابات التي تُثيرها إدارة دونالد ترامب داخلياً، ومع وجود غموض كبير حول مسار أهداف سياسته العالمية، فمن المرجح أن تحذو جهات فاعلة أخرى حذوها، وما لم تتمكن الإدارة من إيجاد الانضباط والتركيز اللازمين لضبط سياستها الخارجية، فإن الولايات المتحدة تُخاطر بالانجرار إلى المزيد من الصراعات التي لن تخدم مصالح الشعب الأمريكي.
وبينما سيبقى برنامج الأسلحة النووية لطهران قائماً بشكل ما، فإن الأمل في إجراء مفاوضات للسيطرة عليه قد تضرر بشدة، وفق "الغارديان" التي ترى أن النتيجة من هذا التصعيد ستنتهي إلى خيارين بالغين في السوء: إيران انتقامية أكثر إصراراً على امتلاك أسلحة نووية، وانعدام الأمل في التفاوض على مخرج.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن "الحكام المستبدين في طهران لن يخضعوا لضغوط واضحة للتوصل إلى اتفاق، خشية أن يُضر ذلك بشرعيتهم الداخلية"، مشيرة في المقابل إلى أن بعض المسؤولين الإيرانيين النافذين سيستفيدون من الوضع الراهن في ظل العقوبات، التي أثرت قلة نافذة على حساب الشعب الإيراني.
