قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الوصول إلى اتفاق مع إيران خلال أسبوعين صعب؛ حتى لو أراد الرئيس دونالد ترامب حقًا وقف الحرب.
وأضافت الصحيفة أنه "في حين قد يستغرق التفاوض مع طهران وقتًا طويلًا ويصعب تحقيقه حتى في أفضل الظروف، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت مهلة الـ 14 يومًا التي حددها ترامب مجرد وسيلة لكسب الوقت للاستعدادات العسكرية".
وأردفت: "يعرف الدبلوماسيون الذين تفاوضوا مع طهران كم هو صعب نوع تنازلات من جانبهم والوصول إلى اتفاق؛ فعلى سبيل المثال، استغرق التوصل إلى الاتفاق، في عهد الرئيس، أوباما الذي أوقف البرنامج النووي الإيراني تقريبًا ما يقرب من عامين".
وبعد أن ألغى الرئيس ترامب هذا الاتفاق في ولايته الأولى، استغرقت إدارة بايدن 15 شهرًا للتفاوض على طريقة لإعادة تجميعه؛ وعند هذه النقطة استخدم المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، حق النقض ضد الاتفاق شبه النهائي.
وتساءلت الصحيفة هنا عما يأمل ترامب، الذي يُلوح بإمكانية أن تُوفر دبلوماسية اللحظة الأخيرة بديلاً عن قصف منشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في إيران، في تحقيقه خلال مهلة الأسبوعين التي منحها لنفسه لاتخاذ قرار.
وتابعت: "على الرغم من أن وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين، عباس عراقجي، يقول إنه منفتح على فرض قيود على إنتاج إيران النووي، على غرار ما تفاوض عليه هو وزملاؤه مع الولايات المتحدة قبل عقد من الزمن".
وأبلغ عراقجي نظراءه الأوروبيين في جنيف يوم الجمعة أن إيران لن تتفاوض أبدًا طالما أن إسرائيل تُسقط صواريخ على قواعدها العسكرية ومنشآتها النووية، وتُنفذ عمليات اغتيال مُستهدفة لضباط الحرس الثوري الإسلامي وعلماء نوويين.
لكن المرشد الإيراني علي خامنئي، وفق الصحيفة الذي على الأرجح مختبئ أيضًا، كما يقول مسؤولو الاستخبارات الأمريكية، هو صاحب الكلمة الفصل في جميع قضايا السياسة الخارجية.
واستطردت أنه "لم يُعلن حتى الآن عن أي دليل يُشير إلى أن الاتصالات بين عراقجي وستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس إلى الشرق الأوسط، قد تُفضي إلى لقاء، ناهيك عن اتفاق يُرضي ترامب؛ أو حتى أن مثل هذا الاتفاق سيكون كافيًا لكبح جماح إسرائيل المُصممة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية".
ورأت أنه "لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ترامب جادًا بشأن المفاوضات أم أنه مجرد شراء الوقت للاستعداد بشكل أفضل للهجوم العسكري وعواقبه".
واستكملت قولها: "يُدرك عراقجي كل شبر من المجمع النووي الإيراني، وكان لاعبًا محوريًا في التفاوض على الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحب منه الرئيس ترامب بعد ثلاث سنوات، لكن حتى اليوم، لا يعرف المسؤولون الأمريكيون مدى نفوذه لدى خامنئي".
وفي المقابل، ويتكوف، هو نقيض ذلك تمامًا؛ فهو لا يعرف شيئًا تقريبًا عن البرنامج الإيراني، وقد أمضى الأشهر القليلة الماضية يُكثر من شرح تفاصيل التخصيب النووي وتاريخ المفاوضات الإيرانية.
من جانب علاقته بالرئيس الأمريكي، فويتكوف لديه علاقة وثيقة مع ترامب تعود إلى أيامهما في سوق العقارات في نيويورك، وله نفوذ كبير على ما يُشكل اتفاقًا مقبولًا.
وأردفت الصحيفة أنه "لو تمكن الرجلان، ويتكوف وعراقجي، من التوصل إلى الاتفاق الذي أفلت منهما على مدى شهرين ونصف الشهر من المفاوضات، فسوف يظل لزامًا عليهما التسويق له في وطنهما، ما يُعني بأن مهلة الأسبوعين غير كافية على الأرجح".
وأضافت: "أما إذا كان المقصود من التفاوض موافقة إيران على "استسلام غير مشروط" كما طلب الرئيس ترامب فقد لا يتطلب الأمر اكثر من يوم، وفق ما قال روبرت مالي، الذي شارك في المفاوضات التي أدت إلى اتفاق عام 2015، ثم قاد جهود عهد بايدن الفاشلة لإعادة صياغة نسخة من ذلك الاتفاق".
وأشار مالي إلى أنه قد يكون هناك مجالٌ لمخرج دبلوماسي، توافق فيه إيران على وقف تخصيب اليورانيوم "طواعيةً" و"مؤقتا"، وهو أمرٌ أسهل بكثير الآن بعد أن أصبحت قدرتها على التخصيب ضئيلةً جدًا، ما قد يُتيح مجالًا للمفاوضات الأمريكية الإيرانية ويوقف الاندفاع المحموم نحو حرب أمريكية.