بعد أسبوع على الصراع الإيراني الإسرائيلي، يستمر تبادل الضربات التي لا تتوقف إلا قليلا، وطالت مراكز حيوية وسكنية وتكنولوجية وعسكرية مهمة، بل واقتربت من النووي دون أي تسريب إشعاعي حتى الآن.
استنزاف يُثقل كاهل الطرفين، لكنه قد يكون في مصلحة طهران التي تسعى، وفق مراقبين، لجر إسرائيل إلى حرب استنزاف ليست قصيرة، معتمدة في هذا على ترسانة صاروخية ضخمة، تمثل أبرز أسلحتها.
تدرجت إيران في استخدام قدراتها الصاروخية، من صواريخ تقليدية في البداية إلى صواريخ نوعية وأكثر تدميرا، وصولا لصواريخ تحمل عدة رؤوس حربية بعد انفصال رأسها الحربي الصلب عن جسم الصاروخ، يحدث هذا بشكل تواتري، مع تكلفة إسرائيلية تفوق الوصف لصد واعتراض هذه الصواريخ، إذ تشير تقديرات معهد آرون للسياسات الاقتصادية في جامعة رايخمان الإسرائيلية إلى أن كلفة شهر واحد من الحرب قد تصل إلى 12 مليار دولار، أي ما يعادل 400 مليون دولار يوميا، بينما تكلفة اعتراض صاروخ واحد عبر منظومة "مقلاع داوود" تصل إلى 700 ألف دولار في إسرائيل، في حين تبلغ 4 ملايين دولار عند استخدام منظومة "آرو 3" لاعتراض الصواريخ الباليستية، وسط تحذيرات إسرائيلية وأمريكية من نفاد الذخيرة المخصصة للتصدي الجوي.
حرب الاستنزاف هذه قد تتحول حقيقة إذا ما تأخر التدخل الأمريكي وفق مراقبين، فإيران تبدو حتى الآن قادرة على لعب ورقة الصد والرد لفترة طويلة، لا سيما أنها تتعامل مع أقوى أسلحة إسرائيل، ألا وهي الاغتيالات المركزة، بمرونة كاملة، عبر تعيينات سريعة لكل منصب يُغتال صاحبُه، كما أنها ورغم إلحاقها الضرر ببعض المنشآت والمفاعلات النووية الإيرانية، لكنها غير قادرة حتى الآن على تدمير كل المفاعلات والمنشآت لا سيما تلك المحصنة في أعماق الأرض أو الموجودة في أماكن سرية، وتحتاج تدخلا أمريكيا واضحا لإنجاز هذه الخطوة.
أعطى ترامب مهلة أسبوعين لتسوية نووية قبل اتخاذ إجراء عسكري بحق إيران، لكن هذا الموعد قد لا يكون نهائيا وقد يمدده ترامب تبعا لتطورات المرحلة، فهل تنجح طهران بجر تل أبيب لحرب طويلة الأمد مع تأخر انخراط واشنطن في الحرب؟
