logo
العالم

سقوط الأوهام الأوكرانية.. كيف تحطمت رهانات زيلينسكي على الغرب؟

سقوط الأوهام الأوكرانية.. كيف تحطمت رهانات زيلينسكي على الغرب؟
ترامب وزيلينسكيالمصدر: منصة إكس
02 سبتمبر 2025، 12:31 م

يومًا بعد يوم، لا تزال الأسس الاستراتيجية الأوكرانية التي راهن عليها فولوديمير زيلينسكي تهتز، حيث وجد نفسه أمام تحوّلات جيوسياسية جذرية تهدّد بتقويض كل ما بناه من تحالفات وآمال سياسية.

ومنذ اندلاع الصراع الروسي–الأوكراني في 24 شباط/فبراير 2022، كان زيلينسكي يعوّل على الدعم الغربي المطلق وحلم الانضمام إلى الناتو، إلا أن الساحة الدولية خلال الشهر الماضي شهدت تطورات وضعتْه في موقف دفاعي صعب.

أخبار ذات علاقة

القوات الأوكرانية تصد هجوما روسيا سابقا

مصدر مقرب من زيلينسكي لـ"إرم نيوز": نعد لتوجيه ضربات "مؤلمة" بالعمق الروسي

وبدأت التطورات المفاجئة بعد عقد قمة 15 آب/أغسطس في ألاسكا بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، والتي شكّلت نقطة التحوّل الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لكييف، خاصة وأن هذا اللقاء شهد تفاهمًا واضحًا حول مستقبل أوكرانيا.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب آنذاك أنه "لن أسمح أبدًا لأوكرانيا بالانضمام إلى الناتو، وهذا مستحيل"، وهو ما يعني إغلاق الباب أمام الحلم الاستراتيجي الرئيسي لزيلينسكي.

هذا التطور يضع زيلينسكي، الذي انتقل من ممثل كوميدي إلى زعيم دولة في حالة حرب، أمام تحديات سياسية معقّدة تتفاقم يومًا بعد يوم، خاصة وأن خلفيته المثيرة للجدل، والتي تربطه بالملياردير إيغور كولومويسكي، تثير تساؤلات حول طبيعة العلاقات التي شكّلت مساره السياسي.

المفارقة الصعبة التي يواجهها زيلينسكي اليوم هي أنه بعدما ادّعى أن أوكرانيا وحدت الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، يجد نفسه شاهدًا على تراجع هذه الوحدة مع تغيّر الأولويات الأمريكية تحت إدارة ترامب.

الوضع المتأزم لم ينعكس فقط على الرئيس الأوكراني، بل طال أيضًا وبوضوح حلف الناتو، الذي يمر بأصعب مراحله منذ تأسيسه العام 1949، خاصة وأنه لا يزال عاجزًا عن تحقيق الأهداف المعلنة في أوكرانيا رغم المليارات المنفقة والأسلحة المقدمة.

وخلال الأشهر الماضية، ظهرت الخلافات الداخلية بين الأعضاء الأوروبيين والولايات المتحدة حول مدى الالتزام المطلوب تجاه كييف، ما أبرز حجم التحديات التي تواجه التماسك الأطلسي، وساهمت هذه الخلافات في تنامي الأصوات الأوروبية التي تتساءل عن الثمن الباهظ لدعم الطموحات الأوكرانية، في ظل تأثر الاقتصادات الأوروبية بتكاليف الحرب والعقوبات.

وتتزايد التحديات تعقيدًا مع الإجراءات العسكرية المثيرة للجدل التي تتخذها القوات الأوكرانية، مثل الهجوم على محطة كورسك النووية في 24 آب/أغسطس 2024، والذي جاء في ذكرى الاستقلال الأوكراني؛ ما يشير إلى محاولات يائسة لتغيير مسار المعركة عبر تصعيد خطير قد يجلب عواقب كارثية.

وفي المقابل، تبدو روسيا في موقف أقوى من أي وقت مضى، حيث يطرح بوتين شروطًا واضحة للتسوية تتضمن نزع السلاح الكامل لأوكرانيا وضمان عدم انضمامها لأي تحالفات عسكرية غربية.

ومع تراجع الدعم الغربي وتضاؤل الخيارات العسكرية، يواجه زيلينسكي ضغوطًا متزايدة من داخل أوكرانيا وخارجها للبحث عن مخرج دبلوماسي، لكن هذا المخرج قد يأتي بثمن سياسي باهظ يهدد مستقبله السياسي، ويضع علامات استفهام حول قدرته على البقاء في السلطة في ظل التغيرات الجذرية التي تشهدها القارة العجوز.

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC