كشف مصدر مقرب من الرئاسة الأوكرانية أن الضربات الجديدة المرتقبة ضد روسيا ستكون "مؤلمة" ومركّزة على أهداف عسكرية ومنشآت النفط والغاز في العمق الروسي، مشدّدًا على أن أي استهداف روسي متعمد لمحطات الطاقة الأوكرانية سيقابله رد مماثل على محطات الطاقة الروسية.
وقال المصدر لـ"إرم نيوز" إن الحرب لم تكن خيارًا لكييف، بل فرضتها روسيا عندما بدأت عملياتها العسكرية، خاصة وأنها لا تزال تستهدف السكان المدنيين في المدن الكبيرة، وأخرها قتل 25 شخصًا بضربة صاروخية على مبنى سكني، بينهم أربعة أطفال.
وفي خطوة تعكس تصعيدًا نوعيًا في مسار الحرب، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده تعتزم شن ضربات في العمق الروسي، مؤكدًا أن هذه العمليات لن تكون عشوائية، بل ستستهدف منشآت استراتيجية محددة داخل الأراضي الروسية.
وأشار إلى أن "التنسيق هناك مستمر – حتى وقت هذه المحادثة – مع واشنطن والعواصم الأوروبية".
ولفت إلى أن الرئيس الأوكراني حصل قبل أيام على موافقة من الولايات المتحدة على استخدام محدود لبعض الصواريخ الأمريكية، بالإضافة إلى التعاون في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية.
وأشار المصدر إلى أن "روسيا لا تنوي التوقف، ولذلك فإن أوكرانيا مجبرة على الرد، بما في ذلك تنفيذ ضربات عميقة داخل الأراضي الروسية".
وبين أن "هذا الرد لا يهدف إلى الانتقام، وإنما إلى ردع موسكو وحرمانها من مواصلة اعتداءاتها".
وأردف: "هدفنا ليس فقط الرد على الاعتداءات، بل تعطيل قدرة العدو على شن هجمات جديدة، ونحن نعمل على تحقيق توازن بين الردع الفعّال والحد من الخسائر المدنية قدر الإمكان، وحماية المدنيين والبنية التحتية تظل أولوية قصوى بالنسبة لنا".
وأكد أن القوات الأوكرانية أصبحت جاهزة لهذه العمليات، بعد أن اكتسبت خبرات ميدانية واسعة خلال العامين الماضيين.
وتابع: "نحن في مرحلة تخطيط متقدمة لعمليات نوعية جديدة، ونمتلك القدرة على الوصول إلى أهداف استراتيجية على مسافات بعيدة داخل روسيا".
الاعتماد على المسيّرات
وقال المصدر إن "هيئة الأركان العامة أجرت تقييمًا شاملًا للأهداف المحتملة وقدرات العدو الدفاعية، وتم التخطيط مع الأخذ في الاعتبار جميع السيناريوهات الممكنة".
وأضاف أن هناك احتمالية اعتماد بلاده بشكل رئيس على الطائرات المسيرة بعيدة المدى، التي أثبتت فاعليتها في ضرب العمق الروسي خلال الأشهر الماضية.
وأوضح أن العمليات العسكرية الأوكرانية المحتملة لن تكون هجومًا واحدًا، بل سلسلة مستمرة تستهدف تعطيل الإمداد العسكري الروسي والتأثير على مراكز القيادة والسيطرة، ولذا فإن الضربات القادمة لن تكون سوى جزء من استراتيجية دفاعية أشمل.