أعادت الضربات الأمريكية، فجر اليوم الأحد، على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، الجدل حول تصريح الرئيس دونالد ترامب يوم الخميس، والذي قال فيه إنه سيتخذ قراره بشأن الذهاب أو عدم الذهاب إلى مفاوضات مع إيران "خلال أسبوعين".
ووفق تفسير صحيفة "التيليغراف" البريطانية، فإن وسائل الإعلام "أخطات في فهم نوايا ترامب"، عندما ذكرت عناوين الأخبار العالمية أن الرئيس الأمريكي أعلن للتو عن "مهلة" مدتها 14 يوماً لإيران للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
واعتبرت "التيليغراف" أن ترامب كان يقول إنه "سيتخذ قراره خلال أسبوعين"، مشيرة إلى أن ذلك لم يكن يعني أن هناك مهلة أو موعداً نهائيا. لكن "سوء التفسير" حيّر العالم وأربكه، وفق تعبير الصحيفة البريطانية.
وبدأ المسؤولون المعنيون في الجناح الغربي للبيت الأبيض بهدوء في تقديم إحاطات إعلامية تُشير إلى أن أي شيء لا يزال وارداً، في أي وقت، كما تضيف "التيليغراف" في تأكيدها لخلوّ تصريح ترامب من أي حديث عن "مهلة".
وجاء في نص تصريح ترامب الذي نقلته المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أنه "بناء على وجود فرصة كبيرة لإجراء مفاوضات قد تُعقد أو لا تُعقد مع إيران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري بشأن الذهاب أو عدم الذهاب خلال الأسبوعين المقبلين".
وأوضح ترامب موقفه يوم الجمعة عندما سُئل عن موعد اتخاذه للإجراء: "أمنحهم مهلة زمنية، وأقول إن أسبوعين هما الحد الأقصى".
أما عن الضربة نفسها، وإن كانت خروجاً عن برنامجه الانتخابي بـ "إحلال السلام" وتجنب الحروب الخارجية والتشابكات الدولية في العالم خلال ولايته الثانية، تنقل "التيليغراف" عن مطلعين أنها تذكير بأن القوة الأمريكية قائمة على مبدأ "السلام بالقوة".
وقال مسؤول سابق تحدث قبل الضربات إن ترامب "لا يزال قائداً يُفضّل الصفقات على العمل العسكري، ولكنه قائد يُدرك أن أفضل الصفقات تأتي عندما يتفاوض الخصوم من موقف ضعف".
يوم السبت، مع زيارة ترامب لملعب الغولف الخاص به في نيوجيرسي، تصاعدت التوترات مجدداً، وكشف مسؤولون أن طائرات بي-2 الحربية الشبحية وناقلات الوقود غادرت قاعدتها في ميسوري متجهة إلى قاعدة غوام في المحيط الهادئ.
على غير العادة، لم يمضِ ترامب سوى ليلة واحدة في نيوجيرسي، عائداً إلى البيت الأبيض بعد ظهر يوم السبت قبل أن يجتمع بكبار مستشاريه.
جاء الإعلان الذي كان الجميع على أهبة الاستعداد له في الساعة 7:50 مساء (12:50 صباحاً بتوقيت غرينتش) على منصة "تروث سوشيال" التابعة لترامب.
وكتب: "لقد أكملنا هجومنا الناجح للغاية على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان". "جميع الطائرات الآن خارج المجال الجوي الإيراني".
وقال غابرييل نورونها، مستشار وزارة الخارجية لشؤون إيران خلال ولاية ترامب الأولى: "أعتقد أن ما يفعله ترامب بضرب ثلاثة مواقع هو أنه يُغامر بكل شيء".
وأضاف "إنها ليست مجرد وخزة دبوس، بل إنه يوجه الضربة القاضية للبرنامج النووي الإيراني، وهو يعترف بذلك، ويتقبله، وسيسعى جاهداً للحصول على الثناء على ذلك أيضاً، وهو يستحقه".
وقالت سيمون ليدين، نائبة مساعد وزير الدفاع السابق لشؤون الشرق الأوسط، إنه كان يُذكّر العالم بأن ترامب أكثر من مجرد صانع صفقات.
وتابعت "إنها رسالة قوية جداً للصين وروسيا، ولكل من يعتقد أن الولايات المتحدة قد ضعفت".