logo
العالم

مناورات "أولتشي فريدوم شيلد" تشعل شبه الجزيرة الكورية وبيونغ يانغ تهدد بالرد

مناورات "أولتشي فريدوم شيلد" تشعل شبه الجزيرة الكورية وبيونغ يانغ تهدد بالرد
الإعلان عن مناورات كورية أمريكيةالمصدر: رويترز
18 أغسطس 2025، 2:48 م

انطلقت، صباح اليوم، في شبه الجزيرة الكورية مناورات "أولتشي فريدوم شيلد"، بمشاركة 21 ألف جندي بينهم 18 ألف كوري جنوبي، إلى جانب القوات الأمريكية التي تملك نحو 28,500 جندي متمركزين بشكل دائم في كوريا الجنوبية.

المناورات، الممتدة على مدار 11 يوماً، تُعد ثاني أكبر تدريبات عسكرية مشتركة هذا العام بعد مناورات مارس، وتشمل عمليات محاكاة حاسوبية وتدريبات ميدانية بالذخيرة الحية.

ورغم تأكيد سيول وواشنطن أن التدريبات ذات طبيعة "دفاعية" بحتة، فإنها فجّرت ردود فعل غاضبة من بيونغ يانغ، التي وصفتها بأنها تدريبات على الغزو وتعهدت بالرد على أي "استفزاز" يتجاوز الحدود.

وشدّد وزير الدفاع الكوري الشمالي نو كوانغ تشول الأسبوع الماضي على أن قواته في حالة تأهب قصوى، في ظل استمرار الزعيم كيم جونغ أون في تسريع برنامج بلاده النووي.

بُعد سياسي حساس

تأتي هذه المناورات في توقيت حساس للغاية للرئيس الكوري الجنوبي الجديد لي جاي ميونغ، الذي يستعد لعقد قمة في 25 أغسطس مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن.

أخبار ذات علاقة

كم يو جونغ مع شقيقها زعيم كوريا الشمالية

"خداع".. شقيقة كيم جونغ أون ترفض الحوار مع أمريكا وكوريا الشمالية

 هذه القمة المرتقبة تلقي بظلالها على التحالف التاريخي الممتد منذ عقود بين البلدين، خصوصًا بعد أن لوّح ترامب مرارًا بضرورة رفع سيول لحصتها من تكاليف الوجود الأمريكي وربما إعادة هيكلة شكل التحالف بما يمنح كوريا الجنوبية دورًا أكبر في مواجهة تهديدات الشمال.

وتثير هذه التوجهات قلق الأوساط السياسية والعسكرية في سيول، إذ يخشى مراقبون أن يفضي التركيز الأمريكي على الصين إلى تقليص الدعم المباشر ضد التهديدات الكورية الشمالية، وهو ما قد يترك الجنوب في مواجهة مخاطر أكبر وتكاليف أمنية أعلى.

اتفاق 2018 على المحك

دعا الرئيس الكوري الجنوبي بيونغ يانغ مؤخرًا إلى العودة إلى اتفاق 2018 العسكري، الذي كان قد أرسى مناطق عازلة وحظرًا للطيران فوق الحدود لتقليل فرص الاشتباكات.

لكن الاتفاق انهار عمليًّا العام الماضي بعد انسحاب كوريا الشمالية منه رسميًّا، وردت سيول لاحقًا بتعليق العمل به عقب إطلاق الشمال بالونات نفايات نحو أراضيها.

أخبار ذات علاقة

عناصر من مشاة البحرية الكورية الجنوبية

"أزمة خصوبة".. جيش كوريا الجنوبية يعاني نقصاً حاداً في الجنود والضباط

 وأوضحت وزارة الدفاع في سيول، اليوم، أنه لا نية لتجميد التدريبات الجارية رغم جهود الرئيس لاستعادة هذا الاتفاق، مؤكدة استمرار برامج الرماية الحية قرب الحدود البحرية المتنازع عليها.

ومع ذلك، تقرر تأجيل نصف التدريبات الميدانية (22 من أصل 44) إلى سبتمبر؛ لأسباب لوجستية تتعلق بموجات الحر والفيضانات.

معادلة نووية متفجرة

لا يرتبط تصاعد التوتر فقط بسلوك بيونغ يانغ، بل أيضًا بتحالفاتها الجديدة، إذ يعزز كيم جونغ أون تنسيقه العسكري والسياسي مع موسكو منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويرى مراقبون أن هذا التقارب يضع سيول وواشنطن أمام معادلة إقليمية أكثر تعقيدًا، خاصة في ظل طموحات الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وأكد الجنرال كزافييه برونسون، قائد القوات الأمريكية في كوريا، أن تحديث التحالف العسكري بين الجانبين أصبح ضرورة لمواجهة ما وصفه بـ"التهديدات الثلاثية": النووي الكوري الشمالي، التقارب الروسي الكوري، والتوسع الصيني.

وفي ظل أرقام القوة الميدانية – 21 ألف جندي مشارك في المناورات، 28,500 جندي أمريكي دائم، و44 برنامجًا تدريبيًّا ميدانيًّا – تبدو شبه الجزيرة الكورية مقبلة على مرحلة شديدة الحساسية.

فبين دعوات سيول لإحياء اتفاق المصالحة، وتشدد بيونغ يانغ النووي، وضغوط ترامب لإعادة تشكيل التحالف، يظل التوازن الأمني على خط التماس الكوري هشًّا وقابلًا للانفجار في أي لحظة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC