بمشاركة أكثر من 3600 عسكري من القوات الأسترالية والفلبينية، انطلقت أمس الجمعة، أكبر مناورات عسكرية تحت اسم "آلون"، وتعني "الموجة" باللغة الفلبينية، في خطوة تعكس تنامي التعاون العسكري، بين البلدين.
تدريبات غير مسبوقة تُجرى في بلدة فلبينية قريبة من بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، تشمل تدريبات بالذخيرة الحية، ومناورات قتالية، وهجوم على الشاطئ، باستخدام معدات عسكرية متقدمة.
التدريبات تقام بمشاركة مدمرة بحرية مزودة بصواريخ موجهة من طراز "HMAS Brisbane"، وطائرات مقاتلة تفوق سرعة الصوت من طراز "F/A-18F Super Hornet"، وطائرة نقل جنود وشحن من طراز "C-130"، بالإضافة إلى أسلحة مضادة للدبابات من طراز "Javelin"، وأسلحة قناصة تابعة للقوات الخاصة. كما تشارك قوات الدفاع الأسترالية من جميع الفروع، بما في ذلك مجموعة مهام برمائية، في تعزيز التعاون مع القوات الفلبينية.
بالإضافة إلى القوات الأسترالية والفلبينية، تشارك في التدريبات قوات من الولايات المتحدة وكندا واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا وإندونيسيا بصفة مراقبين.
وتهدف هذه المشاركة إلى تعزيز التعاون العسكري الإقليمي، وضمان الحفاظ على سيادة الدول، واحترام القانون الدولي، وتمكين الدول من اتخاذ قراراتها دون إكراه.
تأتي هذه التدريبات في وقت حساس، إذ تشهد المنطقة توترات متزايدة بسبب تصرفات الصين الحازمة في بحر الصين الجنوبي. في واقعة جديدة، اصطدمت سفينة تابعة للبحرية الصينية بسفينة تابعة لخفر السواحل الصيني أثناء محاولتها إبعاد سفينة خفر السواحل الفلبينية الأصغر حجمًا في منطقة سكاربورو شول المتنازع عليها. وقد أثار هذا الحادث قلقًا دوليًا بشأن السلامة البحرية في المنطقة.
في أعقاب الحادث، أعربت السفارة الأسترالية في مانيلا عن قلقها إزاء "السلوك الخطير وغير المهني للسفن الصينية بالقرب من جزر سكاربورو"، مؤكدة على ضرورة خفض التصعيد، وضبط النفس، واحترام القانون الدولي. من جانبها، نشرت الولايات المتحدة سفينتين حربيتين قبالة سكاربورو في عملية حرية الملاحة، احتجاجًا على مطالبات الصين التوسعية وقيودها على الدخول في المياه المتنازع عليها.
تُظهر هذه التدريبات التزام أستراليا بالعمل مع شركائها لضمان الحفاظ على منطقة يتم فيها حماية سيادة الدولة، ويتم اتباع القانون الدولي، ويمكن للدول اتخاذ القرارات دون إكراه. كما تُعد هذه التدريبات جزءًا من استراتيجية أستراليا لتعزيز التحالفات الإقليمية، حيث تعد الدولة الثانية بعد الولايات المتحدة التي لديها اتفاقية قوات زائرة معفاة مع الفلبين، ما يسمح بنشر أعداد كبيرة من القوات لإجراء تدريبات قتالية على أراضي كل منهما.
من المتوقع أن تستمر هذه التدريبات حتى 29 أغسطس الجاري، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري بين أستراليا والفلبين، وإرسال رسالة قوية إلى المجتمع الدولي بشأن التزام البلدين بالأمن والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. كما تُظهر هذه المناورات تصميم البلدين على مواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وتعزيز قدراتهما الدفاعية في مواجهة التهديدات الإقليمية.
ووفق تقارير صحفية، فإن هذه التدريبات ليست مجرد استعراض للقوة العسكرية، بل رسالة سياسية قوية تعكس التزام أستراليا والفلبين بالحفاظ على سيادة الدول، واحترام القانون الدولي، وضمان حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي.