أفاد تقرير صادر عن وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية، الأحد، بأن عدد أفراد الجيش في البلاد تقلص بنسبة 20% في السنوات الست الماضية ليصل إلى 450 ألف جندي، وسط أزمة خصوبة تعاني منها البلاد.
ويرجع ذلك التناقص في تعداد الجيش، إلى حد كبير، للانخفاض الحاد في عدد الذكور في سن التجنيد بالخدمة العسكرية الإلزامية في البلد الذي يعاني من أقل معدل مواليد في العالم.
وكشفت الوزارة أن الجيش يعاني من عجز يصل إلى 50 ألف جندي مقارنة بالعدد المطلوب لضمان الجاهزية الدفاعية، مشيرة إلى أن نحو 21 ألفاً من هذا العجز يقع ضمن فئة "ضباط الصف".
وذكرت وكالة "يونهاب" للأنباء أن هذا النقص يأتي في وقت لا تزال فيه الكوريتان في حالة حرب من الناحية الفنية منذ انتهاء حربهما (1950-1953) بهدنة وليس بمعاهدة سلام.
وقالت وزارة الدفاع، في التقرير، إن ذلك النقص يرجع بشكل أساسي إلى انخفاض معدل المواليد في البلاد، بالإضافة إلى تراجع أعداد المتقدمين للعمل كضباط.
وأشار التقرير، الذي قُدم إلى عضو البرلمان عن "الحزب الديمقراطي" الحاكم تشو مي-إي، إلى أن الجيش فقد 110 آلاف جندي منذ عام 2019، حيث تحملت القوات البرية العبء الأكبر من هذا النقص، ما أدى إلى حل أو دمج 17 وحدة عسكرية على مستوى الفرق.
وانخفض عدد أفراد الجيش الكوري الجنوبي بشكل مطرد منذ أوائل العقد الأول من هذا القرن عندما كان العدد نحو 690 ألف جندي.
وتسارعت وتيرة التراجع في أواخر العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، ووصل عدد الجنود والضباط في الخدمة فعلياً إلى حوالي 563 ألفاً في عام 2019.
أما في كوريا الشمالية فيُعتقد أن عدد أفراد الجيش في الخدمة فعلياً يبلغ حوالي 1.2 مليون جندي، وفقاً لأحدث تقديرات وزارة الدفاع في عام 2022.
ووفقاً لبيانات الحكومة، انخفض عدد الذكور في العشرينيات بنسبة 30% إلى 230 ألفاً في الفترة ما بين عامي 2019 و2025، وهو العمر الذي يلتحق فيه معظم الرجال الذين يجتازون الفحص البدني بالخدمة العسكرية، والتي تبلغ مدتها الآن 18 شهراً.
وأرجع الجيش السبب الرئيسي في تقصير فترة الخدمة إلى تحسين القدرات، وهو ما أصبح ممكناً بفضل التحالف العسكري مع الولايات المتحدة وتطور قطاع الصناعات الدفاعية الذي أصبح من أكبر مصدري الأسلحة.
وأدى الرجال الأصحاء الخدمة العسكرية لمدة 36 شهراً في عام 1953 حين انتهت الحرب الكورية بهدنة.
وتُقدر ميزانية الدفاع في كوريا الجنوبية لعام 2025 بما يزيد على 61 تريليون وون (43.9 مليار دولار)، وهي ميزانية تفوق حجم اقتصاد كوريا الشمالية وفق التقديرات.
وتعدّ كوريا الجنوبية واحدة من أسرع المجتمعات شيخوخة في العالم ولديها أدنى معدل خصوبة في العالم عند 0.75 في عام 2024، وهو ما يشير إلى متوسط عدد الأطفال الذين من المتوقع أن تنجبهم المرأة خلال حياتها الإنجابية.
وتشير توقعات الحكومة في كوريا الجنوبية إلى أن عدد السكان، الذي بلغ ذروته عند 51.8 مليون نسمة في عام 2020، من المرجح أن يتراجع إلى 36.2 مليون نسمة بحلول عام 2072.