فاجأت الولايات المتحدة الأمريكية العالم، مؤخراً، بالكشف عن إجراء تدريبات عسكرية "نووية"، هي الأولى من نوعها، التي تنفذها في كوريا الجنوبية.
وأثار ذلك الإعلان أصداء واسعة حول العالم، خاصة في المحيط الآسيوي، وسط تساؤلات عن أثر تلك التدريبات على المنطقة الملتهبة أساساً، والتي تشهد تهديدات متواصلة ومتصاعدة بإشعال حرب نووية من جانب الجارة كوريا الشمالية.
وكانت كوريا الشمالية قد انتقدت في 17 أبريل/ نيسان الجاري، نشر الولايات المتحدة قاذفة استراتيجية من طراز "بي-1بي" في مناورة عسكرية مشتركة نفذتها مع كوريا الجنوبية في الآونة الأخيرة.
وتندد كوريا الشمالية بهذه التدريبات وتعتبرها "تحضيرًا للحرب"، فيما انتقدت وزارة دفاعها نشر قاذفات استراتيجية أمريكية في المنطقة، معتبرة أن ذلك "أصبح ممارسة عسكرية متكررة"، واصفًا الأمر بأنه "متهور".
وسبق أن هدد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بتدمير الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إذا اختارتا المواجهة العسكرية.
التدريبات جرت، وفق ما أعلنه الجيش الأمريكي، على مدار يومين، في القيادة الاستراتيجية لكوريا الجنوبية بالعاصمة سيئول في الفترة من 15 إلى 16 أبريل/ نيسان الجاري.
وأكد الجيش الأمريكي أن "المناورات العسكرية المشتركة تهدف إلى تعزيز القدرات على العمل بشكل فعال في بيئة نووية، وتعزيز الردع المشترك للحليفين ضد التهديدات النووية لكوريا الشمالية".
وأشار إلى أن "محتوى التدريب ينطبق أيضًا بشكل مباشر على مناورات المحاكاة النظرية والمناورات الحربية التي ينفذها التحالف والتي تركز على التكامل التقليدي والنووي، وتعزيز الفهم الاستراتيجي للقوة المشتركة".
وقادت "وكالة الأسلحة النووية ومكافحة أسلحة الدمار الشامل" الأمريكية، التدريب المخصص للجيش الكوري الجنوبي، والذي شارك فيه 13 فردًا من كوريا الجنوبية، من بينهم 6 من أعضاء القيادة الاستراتيجية الكورية".
يشار إلى أن الحليفين الأمريكي والكوري الجنوبي، اختتما في أغسطس/ آب من العام الماضي، أول مناورات "محاكاة نظرية" مشتركة على الإطلاق تحت اسم "الصولجان الحديدي 24"، والتي تطرقت إلى دمج القدرات النووية والتقليدية، وفق وكالة "شينخوا".
وفي المحادثات الدفاعية الثنائية السنوية التي عقدت في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، اتفق البلدان على "دمج السيناريوهات الواقعية"، بما في ذلك هجوم نووي كوري شمالي، في تدريباتهما العسكرية المشتركة المستقبلية.