logo
العالم

مناورات "زاباد-2025".. هل الجناح الشرقي للناتو على حافة الهاوية؟

مناورات عسكريةالمصدر: إرم نيوز

أطلقت روسيا وبيلاروسيا أول نسخة مصغّرة من المناورات العسكرية "زاباد-2025" بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، لتكون هذه التدريبات، التي تُجرى كل عامين، أكثر إثارة للقلق بالنسبة للعواصم الأوروبية المجاورة.

إذ يجمع هذا العام بين حجم القوات والمسرحيات العسكرية والتخطيط النووي؛ ما يجعلها اختبارًا دقيقًا لصبر حلف شمال الأطلسي (الناتو).

تدخل المناورات رسميًا ذروتها بين 12 و16 سبتمبر/أيلول، إلا أن تحرّكات القوات بدأت منذ منتصف أغسطس/آب.

واسم "زاباد" يعني حرفيًا "الغرب" بالروسية، وقد حملت تدريبات سابقة أبعادًا سياسية واضحة، إذ تهدف روسيا وبيلاروسيا إلى إرسال رسالة قوية إلى الغرب مفادها استعدادهما الكامل، وأنهما تتطلّعان إلى أن يراها الناتو.

أخبار ذات علاقة

مناورات عسكرية روسية سابقة

"زاباد 2025".. رسائل ردع روسية على حدود الناتو

ما يميز نسخة 2025 هو دمج البعد النووي، حيث أعلن وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين أن التدريبات ستشمل تدريبًا على نشر صواريخ "أوريشنيك" الروسية، المقررة لمينسك بنهاية 2025.

وقال خرينين إن الأسلحة النووية تمثل "عنصرًا مهمًا في الردع الاستراتيجي"، وهو ما يزيد الضغط النفسي على الغرب حتى من دون استخدام فعلي للأسلحة.

حجم المخاوف حقيقي

ويشارك رسميًا حوالي 13 ألف جندي، لكن محللين غربيين يشككون في ذلك، إذ تجاوزت مناورات سابقة الأرقام المعلنة، بمشاركة عشرات الآلاف من الجنود والدبابات والطائرات.

وتشمل السيناريوهات الدفاع الجوي، مواجهة وحدات التخريب، وتأمين مناطق حيوية ضد هجوم عدو افتراضي؛ ما يجعل دول البلطيق وبولندا على مقربة من مركز التوتر.

ولأول مرة منذ عملية "سيندور"، تشارك الهند إلى جانب باكستان في التدريبات، رغم عدم التدريب جنبًا إلى جنب.

أخبار ذات علاقة

مناورات عسكرية روسية سابقة

"زاباد" الروسية و"كوادريجا" الأوروبية.. رسائل متبادلة بـ"النار والرصاص"

وأرسلت الهند فريقًا من 70 فردًا، منهم 57 من الجيش و7 من القوات الجوية وواحد من البحرية؛ ما يضفي بعدًا دوليًا استثنائيًا على "زاباد".

وتضع المشاركة الهندية القوة النووية التقليدية ضمن منظومة موسعة تضم أكثر من 20 دولة كمراقبين أو مشاركين، من بينها بنغلاديش، وإيران، والنيجر، ومالي، وطاجيكستان، إلى جانب مراقبين من الصين وكوريا الشمالية والإمارات.

لطالما حملت مناورات "زاباد" رمزية سياسية؛ ففي 2017، كان التوتر واضحًا بين روسيا وبيلاروسيا بعد ضم شبه جزيرة القرم، فيما لم تُجرَ مناورات "زاباد" في 2019.

وبحلول 2021، تغيرت النبرة بعد حملة القمع الداخلية في بيلاروسيا؛ ما مهّد الطريق لغزو أوكرانيا من أراضيها.

وتزداد الصورة تعقيدًا الآن: بوتين ولوكاشينكو يعرضان الوحدة علنًا، بينما يرسل كل منهما رسائل متباينة إلى الناتو، في أول مناورات منذ الغزو الروسي لأوكرانيا العام 2022؛ ما يزيد التوتر في العواصم الأوروبية وكييف.

لوكاشينكو وموازنة التصعيد

رغم التأكيد على قدرات الردع النووي، حرصت بيلاروسيا على خفض التصعيد، فتقلص عدد المشاركين إلى النصف ونُقلت التدريبات إلى عمق البلاد؛ كما دعت المراقبين الأجانب وأوكرانيا، وشجعت الصحفيين على التغطية، لتؤكد الشفافية نسبيًا.

أخبار ذات علاقة

مناورات بحرية روسية

الجيش الألماني: لا نتوقع هجوما روسيًا تحت غطاء مناورات "زاباد"

تُعد المناورات تذكيرًا واضحًا للناتو بأنها قوة عسكرية يُحسب لها حساب، وتركز الأنظار الغربية على غرب أوكرانيا، وخاصة ممر سووالكي بين بيلاروسيا وكالينينغراد، المعروف بنقاط ضعفه الاستراتيجية، إذ يربط دول البلطيق ببقية أعضاء الحلف.

وردًا على المناورات، أطلقت ليتوانيا وبولندا ودول شمال أوروبا مناورات دفاعية متزامنة، بمشاركة آلاف الجنود، ليصبح الشريط الضيق بين روسيا والناتو مسرحًا مزدوجًا للتدريبات، تحوّل فيه النظرية إلى واقع اشتعال محتمل.

وتظل عدة محاور حاسمة لتقييم "زاباد-2025": هل سيبقى التخطيط النووي رمزيًا أم ستحدث تحركات فعلية؟ هل سيحصل المراقبون والصحفيون على الوصول الحقيقي؟ وكيف سيقرأ الناتو هذه التدريبات ويتعامل معها في الأسابيع المقبلة؟

مع هذه الأبعاد العسكرية والسياسية والدولية، تبدو مناورات "زاباد-2025" أكثر من مجرد تدريب دوري؛ إنها مسرح دبلوماسي وعسكري معقد قد يحدد موازين القوة في الجناح الشرقي للناتو لسنوات مقبلة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC