logo
العالم

"أمريكا أولا".. ترامب يعيد صياغة دور الناتو لمواجهة "الخصوم" بتمويل أوروبي

"أمريكا أولا".. ترامب يعيد صياغة دور الناتو لمواجهة "الخصوم" بتمويل أوروبي
ترامب خلال اجتماع سابق لدول الناتوالمصدر: (أ ف ب)
06 يونيو 2025، 10:03 ص

قال خبراء، إن واشنطن طرحت في الاجتماع الأخير لحلف شمال الأطلسي، رؤية استراتيجية جديدة تهدف إلى إعادة صياغة دور الحلف، ومن ثم إخضاعه وفق مصالحها.

وتضمنت الرؤية الأمريكية، تحويل الحلف من كونه أداة عسكرية بحتة إلى منصة متعددة المحاور، لمواجهة روسيا في أوروبا، ومراقبة الصين في آسيا، وذلك بتمويل من الإنفاق الدفاعي الأوروبي.

وأوضح الخبراء لـ"إرم نيوز"، أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتعامل بسياسة استعلائية مع الأوروبيين، معتبرًا أنهم خاضعون لخطته (أمريكا أولًا)، التي يريد أن يسير الناتو في فلكها".

وكان وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث صرّح أخيرا، خلال اجتماع وزراء دفاع الناتو في بروكسل، بأن الاعتماد على واشنطن للدفاع لم يعد ممكنًا، داعيًا إلى الالتزام بإنفاق 5% من الناتج المحلي الإجمالي للدول الأعضاء على المنظومة الدفاعية.

أخبار ذات علاقة

مقر حلف شمال الأطلسي الناتو

إدارة ترامب تعلن اسم المرشح لقيادة "الناتو" في أوروبا

 

رسالة مزدوجة

وقال الخبير في العلاقات الدولية محمد بايرام، إن "القمة التي كان من المفترض أن تركز على التنسيق العسكري في أوكرانيا، تحولت إلى منصة لإعادة صياغة الناتو بما يتماشى مع الرؤية الأمريكية، في ظل المتغيرات الدولية، لا سيما سياسات ترامب تجاه الصين وروسيا، التي تصب في مصلحة بلاده".

وقال بايرام لـ"إرم نيوز"، إن "واشنطن وجهت رسالة مزدوجة، من جهة اختبار قدرة الأوروبيين على الاعتماد على أنفسهم في حرب استنزاف طويلة ضد موسكو، ومن جهة أخرى خفضت عمداً من وتيرة المواجهة الأمريكية المباشرة مع روسيا، تمهيدًا لتحولات استراتيجية تعتزم إدارة ترامب تنفيذها".

 

وأشار إلى أن "واشنطن كثيرًا ما اشتكت من بطء الأداء الأوروبي في الملف الأوكراني".

وأضاف بايرام أن "الاجتماعات شهدت جدلًا حول تقاسم العبء الدفاعي، لا سيما قدرة الحلف على الصمود دون الولايات المتحدة، في ظل رؤية أمريكية أوسع تعيد التفكير في دور الحلف كأداة عسكرية بحتة إلى منصة متعددة المهام، تتصدى لروسيا وتراقب الصين، عبر تمويل أوروبي".

إخضاع "الناتو"

أما الخبير في الشؤون الأوروبية ناجي شمروني، فقد أوضح أن "ترامب يتعامل باستعلاء مع الأوروبيين، لكنه يواجه رؤساء في القارة العجوز يسعون إلى لعب دور زعامة الغرب، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني السابق أولاف شولتس، وهو ما لا يتوافق مع سياسة أمريكا أولاً".

وأضاف شمروني لـ"إرم نيوز"، أن "الضغوط التي يمارسها ترامب بشأن زيادة الإنفاق الدفاعي لا تهدف فقط إلى تقليل الأعباء المالية عن واشنطن، بل أيضًا لضمان أن تسير الناتو وفقًا للسياسات الأمريكية".

أخبار ذات علاقة

اجتماع وزراء دفاع الناتو

الناتو يوافق على أكبر برنامج تسليح منذ الحرب الباردة

 

وأوضح أن "ترامب لا يُعد حليفًا لروسيا، لكنه يتبع أسلوب التفاهم معها بهدف استخدامها كأداة ضغط على الأوروبيين، لإخضاعهم وتحقيق الهيمنة عليهم، حتى في النزاعات المتعلقة ببحر البلطيق وملفات الطاقة العالمية. ويهدف إلى تحويل الناتو إلى صولجان يستخدمه في مواجهة خصومه".

وأشار إلى أن "ترامب يسعى إلى إخضاع الحلف بالكامل، ليكون تحت سلطته، ويقوده نحو التوسع في آسيا لمزاحمة النفوذ الصيني، خاصة وأنه يعتبر المواجهة مع بكين أولوية تفوق كل الملفات الأخرى".

وبحسب شمروني، فإن "زيادة الإنفاق الدفاعي أصبحت عبئًا يخنق الدول الأوروبية، ولن تُمكِّنها من سداد فاتورة الولايات المتحدة في الحلف، رغم أن أمريكا هي أكثر المستفيدين منه على المستويات الاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية".

وأضاف أن "فرض إنفاق بنسبة 5% من الناتج المحلي للدول الأعضاء سيكون له مردود مالي مباشر لصالح الولايات المتحدة، إذ إن أغلب عقود التسليح تُبرم مع شركات أمريكية تهيمن على منظومة الناتو الدفاعية".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC