قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس إن بلده بحاجة إلى قرار أوروبي بشأن استخدام الأصول الروسية المجمدة قبل نهاية العام، وذلك خلال مؤتمر صحافي في بروكسل على هامش قمة لقادة الاتحاد الأوروبي في هذا الخصوص.
وصرح زيلينسكي، "أبلغُ شركاءنا بضرورة اتخاذ القرار بحلول نهاية العام". وهو كان قد اعتبر سابقا أن كييف ستواجه "مشاكل كبيرة" إذا ما تعذر على القادة الأوروبيين التوصل إلى اتفاق حول استخدام هذه الأصول لتمويل أوكرانيا.
وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، ستفتقر كييف إلى السيولة اعتبارا من الربع الأول من 2026، وفق "فرانس برس".
كذلك دعا زيلينسكي الولايات المتحدة إلى تقديم مزيد من التفاصيل بشأن الضمانات الأمنية لبلاده في إطار المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب مع روسيا.
وقال: "هناك سؤال لم أحصل بعد على جواب عليه... وهو سؤال حول مجمل الضمانات الأمنية"، مشيرا إلى أنه يرغب في معرفة "ما ستقوم به الولايات المتحدة إذا ما ارتكبت روسيا اعتداء جديدا".
وهناك خياران مطروحان رسميا على قادة دول وحكومات الاتحاد الأوروبي بشأن تمويل أوكرانيا.
يمكن للاتحاد الأوروبي الاقتراض، لكن دولا كثيرة مترددة جدا حيال هذا الخيار، بينها ألمانيا، بينما تعارض دولة عضو واحدة على الأقل، وهي المجر، ذلك بشكل تام. ويتطلب مثل هذا القرار إجماعا.
يتمثل الخيار المتبقي في استخدام الأصول الروسية المجمدة، والموجود معظمها (210 مليارات يورو) في بلجيكا تحت سيطرة "يوروكلير"، وهي مؤسسة مالية مقرها بروكسل. من شأن هذه الأصول تمويل قرض "إصلاح" بقيمة 90 مليار يورو لكييف، أو حتى أكثر إذا لزم الأمر.
تؤيد أغلبية كبيرة من دول الاتحاد الأوروبي هذا الخيار لسبب واضح، إذ إن هذا الحل لا يكلف دافعي الضرائب شيئا، ويؤشر إلى التزام أوروبا تجاه أوكرانيا، ويبعث برسالة واضحة حول استقلالية القرار في وقت تعد فيه هذه الأصول أيضا قضية محورية في محادثات السلام التي تقودها واشنطن.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ: "يمكن للأصول الروسية أن تغير قواعد اللعبة بالنسبة إلى أوروبا وأوكرانيا"، مضيفة: "إنها لحظة استقلال أوروبا".
ويبقى إقناع بلجيكا أمرا ضروريا، لأن لها كلمة حاسمة. ويدأب رئيس وزرائها بارت دي ويفر على التذكير بأن بلاده لا يمكن أن تتحمل وحدها تبعات أي إجراءات انتقامية قانونية أو مالية قد تتخذها موسكو.
وجدد دي ويفر الخميس تأكيد هذا الموقف بالقول: "إذا قفزنا، نقفز جميعا معا"، مطالبا بضمانات من كل الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي لتقاسم المخاطر.