ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
لم تأتِ ذكرى الهجوم الأمريكي النووي على اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية، في مثل هذا التصعيد؛ إذ تقف القوى النووية المتنازعة على أطراف متباينة في الصراعات والمواجهات، من أوروبا إلى جبال الهيمالايا، وصولاً إلى شبه الجزيرة الكورية.
وبعد ثمانين عاماً من إلقاء الولايات المتحدة القنبلة الذرية على هيروشيما اليابانية، يُهدد عدد مقلق من الأزمات المطوّلة بإثارة صراع بين القوى النووية. وللمصادفة، فإن الذكرى تتزامن مع تحريك الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، غواصتين نوويتين إلى "مناطق مناسبة" ردّاً على تصعيد روسي.
وبينما ألحقت إسرائيل والولايات المتحدة ضرراً بالغاً بالقدرات النووية الإيرانية بضربات عسكرية في يونيو/حزيران الماضي؛ فإن طهران تحاول إعادة بناء برنامجها النووي، وتسعى جاهدة لامتلاك قنبلة نووية، وفق مؤشرات عدة تضمّنها تقرير لمجلة "فورين بوليسي".
وفي وقت تتعثر فيه محادثات الحد من التسلح حول العالم، لجأت روسيا مؤخراً إلى تصعيد التهديدات النووية في محاولتها إبعاد الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي عن حربها مع أوكرانيا، والحد من دعمهم لكييف.
وفي آسيا، أشعل هجوم إرهابي في كشمير في أبريل/نيسان الماضي صراعاً مسلحاً بين الهند وباكستان، خشي الكثيرون أن يخرج عن السيطرة. وفي كل حالات التصعيد الأخيرة، ترى "فورين بوليسي" أن ثمة خطراً من أن تكون الأعمال العدائية في المستقبل أشد وطأة.
وبينما قد يحدّ منطق الردع النووي من مدى تفاقم مثل تلك الأزمات؛ إلا أنه "ليس هناك ما يضمن أن القوى النووية لن تتجاوز، عن قصد أو عن غير قصد، الخطوط الحمراء لبعضها البعض، ولا يوجد يقين بشأن ما يحدث بعد استخدام السلاح النووي"، كما تضيف المجلة.
وتتابع: "بذل نظام منع الانتشار النووي القائم تاريخياً جهوداً كبيرة في الحد من انتشار الأسلحة النووية، لكنه الآن في طور التآكل، ومن الواضح أنه محدود الفائدة في الحالات التي تتجه فيها القوى الكبرى نحو اتجاهات متباينة".
ورأت "فورين بوليسي" أن كل هذه الأزمات تتطلب خطوات للحد من مخاطر تصاعدها الفردية إلى المستوى النووي؛ مشيرة إلى أن هذا لا يشمل معالجة الأسلحة النووية فحسب، بل أيضاً الاحتكاكات السياسية والتوترات العسكرية التقليدية التي قد تدفع الخصوم نحو استخدامها.
وقالت إن إحدى الخطوات الفورية والسهلة نسبياً هي تحسين التواصل بين الدول المسلحة نووياً؛ مشيرة إلى أن هذا درس متبقٍّ من الحرب الباردة، عندما أنشأت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي خطوطاً ساخنة للطوارئ.
وينبغي على الهند وباكستان تعزيز قنوات الاتصال العسكرية القائمة بينهما، بخطوط اتصال ساخنة تربط مكاتب قادتهما السياسيين؛ كما تقترح "فورين بوليسي"، مضيفة أن إنشاء قناة اتصال سرية بين مستشاري الأمن القومي في البلدين من شأنه أن يساعد على تهدئة التوترات المستقبلية.
كما من الضروري تعزيز آليات منع الانتشار العالمية؛ فعلى سبيل المثال، لعبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية دوراً هاماً في إعداد التقارير المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، إلا أن طهران تنظر إليها بشكل متزايد كأداة للتدخل الغربي.
وفي العام 2022، عندما بدت روسيا وكأنها تُفكّر في شنّ هجوم نووي على أوكرانيا، وقّع قادة مجموعة العشرين بياناً نسّقته إندونيسيا، أُعلن فيه أن "استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها أمر غير مقبول". وترى "فورين بوليسي" أنه ينبغي على القوى الكبرى إعادة تأكيد هذه النقطة؛ لا سيما في الفترة التي تسبق مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي العام المقبل.
وخلُصت المجلة إلى أن "كلما سارعت القوى النووية وغيرها إلى العمل على هذه التدابير الوقائية، كان ذلك أفضل"، مشددة على ضرورة أن تكون الوقاية مبكرة؛ إذ ستكون إدارة مخاطر الأسلحة النووية أمراً حيوياً لإدارة الأزمات الدولية في المستقبل المنظور.