logo
العالم

ترامب يتحرك في الملف الأوكراني.. هل يقترب من نهج بايدن؟

ترامب يتحرك في الملف الأوكراني.. هل يقترب من نهج بايدن؟
دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكيالمصدر: nbcnews
10 يوليو 2025، 2:44 م

في ظل تصاعد الهجمات الروسية وضعف الدفاعات الأوكرانية، عاد ملف الدعم العسكري الأمريكي إلى الواجهة، لكن هذه المرة بموقف مفاجئ من الرئيس دونالد ترامب، الذي أعلن عزمه إرسال مزيد من الأسلحة لأوكرانيا عقب مكالمة مع زيلينسكي، في تحول يثير تساؤلات حول تغير نهجه واقترابه من سياسة بايدن تجاه الحرب.

وفي تصريحات أدلى بها خلال مأدبة عشاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال ترامب إن بلاده سترسل المزيد من الأسلحة "الدفاعية" إلى أوكرانيا، مؤكدا أن الأوكرانيين يتعرضون لضربات شديدة ويجب أن يكونوا قادرين على الدفاع عن أنفسهم. 

وفي بيان صادر عنها، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها ستقدم مزيدا من الأسلحة الدفاعية إلى أوكرانيا، تنفيذا لتوجيهات ترامب، دون الكشف عن تفاصيل نوعية الأسلحة.

تحركات رمزية

يرى خبراء أن إعلان ترامب عن إرسال مساعدات لأوكرانيا خطوة رمزية للضغط على موسكو، لا تعكس تحولا حقيقيا في موقفه، بل تأتي ضمن مناورة تفاوضية تعتمد سياسة المقايضة، وتخدم أهدافاً دعائية داخلية وخارجية، بعيداً عن التزام عملي يشبه نهج إدارة بايدن.

ووصف د. محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، قرار الولايات المتحدة بإرسال أسلحة إلى أوكرانيا بأنه "خجول"، مؤكدا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يُظهر التزاماً جديًّا بدعم كييف.

وقال الأفندي، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، إن إعلان ترامب لا يتعدى كونه عرضا إعلامياً يهدف للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودفعه للعودة إلى طاولة المفاوضات، مشيرا إلى أن المساعدات المعلنة لا تُقارن بما قدمته إدارة الرئيس السابق جو بايدن، التي رفعت شعار "سنساعد أوكرانيا بكل ما تحتاج إليه".

أخبار ذات علاقة

اجتماع وزراء خارجية دول آسيان

لافروف وروبيو يجريان "محادثة صريحة" حول حرب أوكرانيا

 وأوضح أن نوعية الأسلحة التي تحدث عنها ترامب دفاعية، وليست هجومية مثل صواريخ "هيمارس"، كما أن الإعلان لم يتضمن أية تفاصيل مالية، ما يدل على غياب الجدية، بخلاف إدارة بايدن التي كانت ترصد موازنات واضحة تُعرض على الكونغرس وتخضع لتصويت.

ورأى الأفندي أن ترامب، بمنطق رجل الأعمال، لا يرغب بتمويل الحرب مجانا، بل يفضّل أن تتحمّل أوكرانيا أو الدول الأوروبية تكلفة هذه الصفقات، في وقت يواجه فيه ضغوطا داخلية من الديمقراطيين وبعض المؤسسات المستفيدة من استمرار الحرب، مثل شركات تصنيع السلاح.

وأشار إلى أن التفاهمات الأخيرة بين ترامب وبوتين، التي تحدثت عنها تسريبات إعلامية، قد تعكس وجود تنسيق ضمني بشأن هذه المساعدات، لافتا إلى أن ردّ الفعل الروسي كان باهتاً ولم يمنح الإعلان أهمية تُذكر، وهو ما يعكس حالة ضبابية في الموقف الأمريكي.

وأكد الأفندي أن أنظمة الدفاع الجوي التي تحدث عنها ترامب لن تحدث تغييرا ملموسا في موازين الحرب، خاصة مع تراجع المخزون الأمريكي منها نتيجة تزويد إسرائيل بكميات كبيرة خلال الحرب الأخيرة مع إيران، إضافة إلى التزامات واشنطن تجاه بعض الدول العربية في هذا السياق.

رجل الصفقات

من جهته، قال رامي القليوبي، الأستاذ بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن المساعدات العسكرية لأوكرانيا تندرج ضمن إطار "سياسة الصفقات"، مشيرا إلى أن ترامب يتصرف كرجل أعمال أكثر مما يتصرف كرجل دولة.

وأضاف القليوبي، في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن ترامب يحاول استثمار الصراع الروسي - الأوكراني بإرسال رسائل تحذيرية للطرفين، بهدف دفعهما إلى مواقف تفاوضية تخدم مصالح واشنطن، موضحا أن ما يجري هو أقرب إلى تحريك أوراق تفاوض وليس التزاماً عسكرياً فعلياً.

أخبار ذات علاقة

صواريخ باتريوت

منظومات "باتريوت" تدخل حرب أوكرانيا.. قوة ردع أم مجرد رسالة؟ (فيديو إرم)

 وأوضح أن ترامب يرى أن الحل الوحيد للأزمة الأوكرانية يجب أن يمر عبر البوابة الأمريكية، ضمن استراتيجية "العصا والجزرة"، حيث تمثل العصا بالنسبة لأوكرانيا الدعم العسكري المشروط بتقديم تنازلات سياسية، في حين تمثل الجزرة لروسيا إمكانية تخفيف العقوبات أو استئناف الحوار إذا أبدت موسكو مرونة كافية.

وتابع القليوبي: "عندما يشعر ترامب بتعنت من أحد الطرفين، يعزز تواصله مع الطرف الآخر، في محاولة للضغط النفسي والإعلامي"، مشيرا إلى أن هذه التحركات لا تتعدى كونها رسائل دعائية ونفسية أكثر من كونها خطوات قادرة فعلاً على تغيير الواقع الميداني على الأرض.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC