لا يبدو أن الحرب في أوكرانيا تقترب من نهايتها، بل تتجه نحو مرحلة أكثر تعقيداً وتداخلاً بين القوة العسكرية والسياسة الدولية.
أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية "باتريوت" تعود إلى الواجهة، كأداة دفاعية للوهلة الأولى، لكنها تمتد لتكون لاعبا استراتيجيا يرسم خطوط المواجهة القادمة.
لكن مهما بلغ تطور التكنولوجيا ودقة المنظومات الدفاعية، فإن الحرب تبقى محكومة بأسئلة أعمق تتمحور حول إمكانيات الدبلوماسية أمام الزخم الحربي الذي لا يهدأ.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يبحث إرسال دفعات جديدة من هذه المنظومات المتطورة إلى كييف، في خطوة تعكس تصعيداً واضحاً وتثير جدلاً داخل البنتاغون، حيث تلوح تحذيرات من انخفاض مخزون الذخائر وصعوبات في الإنتاج.
نظام "باتريوت" بقدرته العالية على كشف واعتراض الطائرات والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز على مدى يصل إلى 160 كم، باستخدام صواريخ PAC-3 الدقيقة، التي تعتمد التوجيه بالرادار النشط لضرب الأهداف في السماء. وتستطيع بطارية واحدة من "باتريوت" تتبع 100 هدف في آن واحد، وإطلاق صواريخ لاعتراض أكثر من 9 منها في وقت واحد، بدقة فائقة.
لكن رغم هذه الإمكانات، يطرح نشر "باتريوت" أسئلة معقدة: هل تكفي هذه الأنظمة لقلب موازين الحرب؟ في ظل تراجع الإنتاج الأمريكي وصعوبة تلبية الطلبات العالمية، لا يبدو أن السماء وحدها كافية لحسم الصراع.
ترامب، المنزعج من تأخر الإمدادات، يرى في "باتريوت" أكثر من مجرد منظومة صاروخية؛ إنها رسالة إلى موسكو بأن التفوق الجوي لم يعد مضموناً. أما زيلينسكي، فيعتبرها رئة دفاعية في مواجهة صواريخ روسية تطارد البنية التحتية وتستهدف الإرادة الوطنية.
فبين طموح ترامب لإنهاء الحرب بشروط أمريكية، وسعي زيلينسكي لحماية سماء بلاده بأي ثمن، تظل أنظمة الدفاع الجوي أداةً مؤثرة، لكنّها ليست المعجزة.