الجيش الإسرائيلي: تحقيق بإصابة مسيرة حوثية مطار رامون دون تفعيل الإنذار
تشهد هولندا تناميًا في نفوذ الإعلام اليميني المتطرف، كما يتجلى في قناة "ON!"، التي أُنشئت عام 2019 بدعم من شخصيات سياسية مثل غيرت فيلدرز.
وتسعى القناة إلى تمثيل الأصوات المعارضة للمؤسسات السياسية والإعلامية التقليدية، مركزة على قضايا مثل رفض الهجرة، وانتقاد الاتحاد الأوروبي، والتشكيك في التغير المناخي.
وبحسب تقرير لصحيفة "لو موند" الفرنسية، فقد تمكنت قناة "Ongehoord Nederland"، وتعني بالعربية "هولندا التي لم يُصغَ إليها"، من الدخول إلى شبكة البث العام الهولندي في عام 2022، بعد استيفاء شرط الحد الأدنى من عدد الأعضاء المنضمين إليها، وهو ما يسمح به النظام الإعلامي الهولندي الفريد.
وحصلت القناة على ساعتين أسبوعيتين من البث عبر القناة العامة NPO1، كما تبث برامج إذاعية عبر الإنترنت، ويتابعها جمهور متزايد؛ إذ جذب برنامجها الإخباري "ON Nieuws" في 3 يونيو/حزيران الجاري أكثر من 434 ألف مشاهد.
وتتلقى القناة دعمًا مباشرًا من زعماء اليمين المتطرف، وفي مقدمتهم غيرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية (PVV)، وتييري بوديه، رئيس حزب منتدى الديمقراطية (FVD)، وهما حزبان يشكلان معًا قوة سياسية معتبرة داخل البرلمان الهولندي.
وتُعرف "ON!" بأنها "القناة الأكثر وطنية"، وقد أثارت الجدل مرارًا بدفاعها عن رموز تقليدية مثيرة للانقسام.
لكن مسيرة القناة لم تخلُ من الفضائح والانقسامات الداخلية، ففي ديسمبر/كانون الأول 2024، أُدينت المذيعة ريسا بلومستين بأداء خدمة مجتمعية إثر تصريحات عنصرية وصفت فيها رجالًا سودًا بـ"الرئيسيات الزنجية".
وفي فبراير/شباط 2025، تولّى الصحفي المثير للجدل يوست نييمولر رئاسة تحرير القناة.
ويُعرف نييمولر، البالغ من العمر 68 عامًا، بكتاباته المتطرفة وموقفه المناهض للإسلام.
وأسس نييمولر سابقًا مدونة "الواقعي الجديد" التي نشر فيها نظريات مؤامرة حول عدد من القضايا، من أبرزها كارثة إسقاط الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا عام 2014، والتي حمّل فيها أوكرانيا المسؤولية رغم نتائج التحقيقات الدولية التي أدانت الانفصاليين الموالين لروسيا.
وتعكس هذه الظواهر، وفق ما أشارت "لو موند"، تحوّلًا عميقًا في المشهد السياسي والإعلامي الهولندي، الذي كان يتميز في العقود الماضية بثقافة التوافق والتعددية.
إلا أن صعود الخطاب الشعبوي والمعادي للهجرة، أسهم في زعزعة التوازن السياسي الهولندي، مع بروز أصوات تعتبر أن الهوية الوطنية مهددة من قبل المهاجرين والسياسات الليبرالية.
وخلص تقرير الصحيفة الفرنسية، إلى أنه "رغم احتفاظ هولندا بمكانتها كواحدة من أكثر الدول ازدهارًا واستقرارًا اقتصاديًا، فإن القنوات اليمينية المتطرفة مثل (ON!) تلعب دورًا متناميًا في صياغة الخطاب العام، وتحفيز مشاعر القلق والانقسام داخل المجتمع الهولندي".
