أدت خلافات حول تطبيق سياسات متشددة للهجرة إلى انهيار الائتلاف اليميني الحاكم في هولندا، في خطوة ستؤدي على الأرجح إلى إجراء انتخابات مبكرة.
واتهم السياسي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز الأحزاب الأخرى في الائتلاف بـ"التقاعس" عن دعم سياساته الأكثر صرامة فيما يتعلق بالهجرة، لكن تلك الأحزاب نفت ذلك قائلة إنها كانت تنتظر مقترحات من وزير الهجرة في حزب الحرية الذي ينتمي إليه.
وطالب فيلدرز الأسبوع الماضي بدعم فوري لخطة من 10 نقاط، تتضمن إغلاق الحدود أمام طالبي اللجوء، وإعادة اللاجئين من سوريا، وإغلاق ملاجئ اللجوء، واقترح أيضا طرد المهاجرين المدانين بجرائم خطيرة، وتعزيز الرقابة على الحدود.
وتعد الهجرة قضية خلافية في السياسة الهولندية منذ سنوات، فقد انهارت الحكومة السابقة، بقيادة الأمين العام الحالي لحلف شمال الأطلسي مارك روته، بعد عدم توصلها إلى اتفاق بشأن فرض قيود على الهجرة.
ولم يكن فيلدرز، وهو سياسي مثير للجدل ضمن الحكومة الأحدث، لكنه تمكن من التوصل إلى اتفاق ائتلافي مع 3 أحزاب محافظة أخرى العام الماضي بعد موافقته على عدم تولي منصب رئيس الوزراء.
وفي ألمانيا يواجه المستشار فريدريش ميرتس من جانبه جدلا قضائيا عل خلفية سياساته المتعلقة بالهجرة.
ودافع ميرتس الثلاثاء عن حملة حكومته ضد الهجرة معتبرا أنها ضرورية "لحماية السلامة العامة"، وذلك غداة صدور حكم قضائي يعتبر إحدى سياساتها الأبرز غير قانونية.
وقالت محكمة في برلين الاثنين إنه لن يعود بإمكان مسؤولي حرس الحدود الألمان إعادة طالبي اللجوء قبل أن يتم تحديد البلد الذي يتعيّن عليه النظر في طلباتهم بموجب قواعد الاتحاد الأوروبي.
وسدد القرار الذي جاء استجابة لطعن تقدّم به 3 صوماليين رفضوا الدخول إلى ألمانيا، ضربة للحملة الأمنية التي أطلقها ميرتس عندما تولى السلطة الشهر الماضي.
وتصر الحكومة الألمانية على أن مواصلة إعادة طالبي اللجوء "لا يخالف القانون" مع سعيها للطعن بالحكم، وشدد ميرتس على هذا الموقف.
واعتُبرت إعادة المهاجرين غير الموثّقين عند الحدود الألمانية، بمن فيهم جميع طالبي اللجوء تقريبا، من بين أبرز تعهّدات ميرتس خلال حملته الانتخابية قبل اقتراع فبراير الماضي.
وحقق حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتشدد أفضل نتيجة له على الإطلاق بلغت أكثر من 20 % في الانتخابات، ويقول ميرتس إن التحرّك بشأن الهجرة هو السبيل الوحيد لوضع حد لصعوده.
لكن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وهو شريك ميرتس الحكومي من يسار الوسط، يشعر بعدم الارتياح حيال الإجراءات المتّخذة في ما يتعلق بالهجرة؛ ما قد يثير مخاوف من حدوث انقسامات داخل الائتلاف الحكومي.