يتوقع أن يُحوّل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تركيزه إلى الخارج، إذ يعمل على التفاوض بشأن صفقات تجارية وإطلاق مناقشات رفيعة المستوى مع الصين، بحسب ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".
وبعد انقضاء مئة يوم على الأولويات المحلية، بدأ ترامب يتحول إلى الخارج، مدفوعًا بسلسلة من المفاوضات التجارية، ووعود لم تُنفَّذ بتحقيق السلام في أوكرانيا.
ولم ينتهِ ترامب بعد في الداخل، حيث يُرسّخ سلطته التنفيذية، ويستهدف من يُفترض أنهم خصوم سياسيون، ويُغير البيروقراطية الفيدرالية، ويُلغي اللوائح، ويفرض ضوابط صارمة على الهجرة.
أكد المستشارون أن البداية السريعة لولاية ترامب الثانية قد أفسحت المجال لجوانب أخرى من جدول أعماله المُزدحم.
يدخل ترامب المرحلة الجديدة مع تزايد مخاوف المستهلكين والشركات بشأن الرسوم الجمركية وتراجع شعبيته في استطلاعات الرأي، على الرغم من أن مكانته بين الجمهوريين الأساسيين لا تزال راسخة.
وبدأت الخلافات السياسية الداخلية والصراعات الشخصية بالظهور، كما أن ميل ترامب لتغيير مساره جعل الديمقراطيين يشعرون بتفاؤل أكبر بشأن فرصهم.
وستظل التجارة تهيمن على أجندة ترامب، عقب قراره مطلع هذا الشهر بفرض رسوم جمركية على عشرات الدول.
وفتح تعليق لمدة 90 يومًا لبعض الرسوم الجمركية على جميع الدول باستثناء الصين الباب أمام مفاوضات ستختبر في الأسابيع والأشهر المقبلة قدرة فريق ترامب على الصمود، وهو يسعى لتحقيق انتصارات لرئيس يقول إن هدفه هو إعادة تنظيم التجارة العالمية.
وتخطط الإدارة الأمريكية لاتخاذ تدابير إضافية لتوسيع نطاق استخراج المعادن الأساسية المستخدمة في صناعات الدفاع والطاقة وغيرها، وفقًا لمستشارين، في محاولة لتعويض الاعتماد على الصين ودول أخرى.
كما شجع ترامب على ضخ استثمارات من القطاع الخاص في الولايات المتحدة منذ انتخابه، ويخطط البيت الأبيض لإعلانات إضافية.
ويزداد إحباط ترامب بسبب عدم إحراز تقدم في إنهاء الحرب في أوكرانيا، وفقًا لأشخاص مقربين منه؛ ما يزيد من احتمالية تركه البلدين المتحاربين يواصلان القتال بينما تركز الولايات المتحدة على أولويات أخرى مثل التجارة والمحادثات النووية الإيرانية.
على الرغم من تزايد المطالبات الخارجية، يبقى تركيز ترامب منصبًا على الداخل.
وذكر مسؤولون في البيت الأبيض بأنه من المتوقع أن يواصل ترامب توقيع الأوامر التنفيذية أسبوعيًا، مع تركيز متزايد على إلغاء القيود التنظيمية.
وتشمل الأوامر القادمة تلك التي تستهدف ما يُسمى بمدن الملاذ الآمن.
وتعمل الوكالات أيضًا على وضع قواعد لترسيخ السياسات المحافظة، بما في ذلك قاعدة تُسهّل على الصناعات تجاوز معوقات قانون الأنواع المهددة بالانقراض التي تُبطئ تطوير البنية التحتية.
وأفاد مستشارون بأن الإدارة تناقش أيضًا مقترحات سياسات جديدة لتنمية إنتاج الأدوية في الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من استعداد إيلون ماسك لتقليص دوره في الإشراف على الجهود التي أدت إلى تسريح عشرات الآلاف من الوظائف الفيدرالية، إلا أن وزارة كفاءة الحكومة ستواصل عملها، وفقًا للمسؤولين. وقد فشل برنامج وزارة كفاءة الحكومة بشكل عام في تحقيق وفورات كبيرة في التكاليف.
في مبنى الكابيتول، تتبلور أولوية ترامب التشريعية الرئيسة، وقد تُصبح قانونًا نافذًا هذا الربيع أو الصيف.
وأطلق الجمهوريون مسارًا إجرائيًا سريعًا لمشروع قانون من شأنه تمديد التخفيضات الضريبية المنتهية الصلاحية، وخفض الضرائب بشكل أكبر، وزيادة الإنفاق على أمن الحدود والدفاع الوطني.
سيحتفل الرئيس بنهاية أول 100 يوم من ولايته، ويتطلع إلى عام 2026 بتجمع انتخابي يوم الثلاثاء في ولاية ميشيغان، الولاية المتأرجحة.
وحقق ترامب فوزًا ساحقًا في العام 2024، ومن المتوقع أن يسعى الجمهوريون إلى انتزاع مقعد مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون هناك العام المقبل.
وبينما يسيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ ويتمتعون بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب، عادة ما يخسر حزب الرئيس بعضًا من شعبيته في انتخابات التجديد النصفي.
وجمع ترامب ملايين الدولارات للجنة العمل السياسي التابعة له وللحزب الجمهوري، وبدأ بتوزيع التأييدات.
لكن ما يُلقي بظلاله على انتخابات التجديد النصفي هو تعامل ترامب مع الاقتصاد، وقد حذّر الجمهوريون من أنهم سيواجهون رياحًا سياسية معاكسة إذا لم تُبرم صفقات تجارية خلال العام المقبل، ولم تستقر الأسواق.
حتى في الوقت الذي يُكافح فيه الديمقراطيون لإعادة تنظيم صفوفهم بعد انتخابات 2024، فإنهم يُجمعون حول رد الفعل الشعبي المُعارض لماسك، ودوج ترامب، وتأثير حروب ترامب التجارية في الداخل.
