حذر خبير سياسي سويدي من أن وصول زعيمة حزب "التجمّع الوطني" الفرنسي مارين لوبان إلى السلطة سيشكل خطرا كبيرا على الفرنسيين، أكبر من ذلك الذي يشكله ترامب على الأمريكيين.
وبعد إدانة لوبان في قضية اختلاس ومنعها من الترشح للانتخابات الرئاسية، وتصاعد هجوم مؤيديها وحزبها على المؤسسة القضائية، وجّه الخبير تحذيرًا إلى الفرنسيين من أن الأمر قد ينتهي "بشكل سيئ".
وقالت مجلة لكسبريس الفرنسية إن الجدل الناجم عن إدانة لوبان في قضية مساعدي حزب التجمع الوطني في البرلمان الأوروبي، ألقى بظلاله أيضًا على الخارج، حيث يتم التعليق على القرار القضائي على نطاق واسع، ويُتابَع من كثب من قِبل العديد من المراقبين.
ومن بين هؤلاء الباحث والخبير السياسي السويدي نيلس كارلسون، الذي أعرب عن قلقه حيال النقاشات التي تهز فرنسا منذ 31 آذار/ مارس، يوم صدور الحكم على لوبان، والتي تُذكّره، كما قال، بخطب دونالد ترامب ضد النظام القضائي الأمريكي، مع فارق واحد، وهو أن لوبان تُمثل تهديدًا أكبر بكثير للديمقراطية الفرنسية مقارنةً بترامب بالنسبة للولايات المتحدة.
وقال كارلسون إن منطق جميع الشعبويين، سواء من اليمين أو اليسار، يعتمد دائمًا على الفكرة نفسها: "النخبة فاسدة، بينما الشعب النقي هو من يملك الحقيقة والحسّ السليم"، مبينا أن "هذه هي الاستراتيجية التي اتبعتها لوبان ووالدها لعقود".
وأضاف: "اليوم نجد أن الشخصية المركزية في هذه الحركة متّهمة في قضية اختلاس أموال عامة. ومن وجهة نظري، فإن أحد العناصر الأساسية للدفاع عن الديمقراطية على المدى الطويل هو احترام سيادة القانون، والتأكيد على أن لا أحد فوقه، لا السياسيين، ولا حتى الرئيس. وهذا بالضبط أحد المشاكل التي نلاحظها اليوم في الولايات المتحدة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض رغم إدانات عدّة وقضايا لا تزال جارية".
وأكد أن احترام الإجراءات القضائية هو جوهر أي ديمقراطية دستورية، وفي فرنسا، تُعدّ قضية مثل هذه التي تتعلق بمارين لوبان بالغة الأهمية، فهي اختبار حاسم يكشف عن مدى صلابة المؤسسة الديمقراطية.
ورأى أن لوبان، من نواحٍ كثيرة، أكثر تنظيمًا واستراتيجية على المدى الطويل من دونالد ترامب. وقال: "إنها سياسية ماهرة، بينما يتصرّف ترامب في المقام الأول بدافع الغريزة. إنه هاوٍ، ولهذا السبب بالتحديد أعتقد أن مارين لوبان تُشكل تهديدًا أكبر للديمقراطية الفرنسية مقارنة بترامب للديمقراطية الأمريكية" وفق تعبيره.
وأوضح كارلسون أن الولايات المتحدة تمتلك دستورًا قائمًا على نظام قديم من الضوابط والتوازنات، متجذّر بعمق في الحياة السياسية، وهي أقدم ديمقراطية عاملة، يعود تاريخها إلى نحو 250 عامًا، وتتمتع بنظام فدرالي يحدّ بشدة من صلاحيات الرئيس.
أما في فرنسا، فالوضع مختلف، حيث إن تركيز السلطات في يد الرئيس أقوى بكثير، ولا يوجد نظام فدرالي، والتنظيم لا يزال مركزيًا للغاية، في ثقافة سياسية تتّسم بقدرٍ من النخبوية.
الخطوة التالية في فرنسا
وأضاف أنه "إذا أصبحت شخصية مثل مارين لوبان رئيسة للجمهورية وتولّت السيطرة على أجهزة الدولة، فإن الوضع سيكون أخطر بكثير مما نراه مع ترامب.
وتابع: "رغم أن ترامب يمثّل تهديدًا حقيقيًا، فإنني أكثر ثقة في قدرة المؤسسات الأمريكية على الصمود مقارنةً بالمؤسسات الفرنسية في حال حدوث سيناريو مماثل".