وسط تراجع في الدعم الغربي، قررت أوكرانيا أن تخطو خطوات جادة في ملف التصنيع العسكري لدعم مقدراتها ضد الهجمات العسكرية الروسية، ووقف زحف قوات موسكو نحو العاصمة الأوكرانية كييف.
وأكد تقرير لصحيفة التايمز البريطانية أن هناك خططًا أوكرانية تستهدف تطوير برنامج صواريخ باليستية محلية الصنع، رغم الهجمات الروسية المتواصلة على المجمع الأوكراني "روكيت سيتي" في مدينة دنيبرو.
والشهر الماضي، تعرض المصنع للقصف بصاروخ باليستي روسي متوسط المدى تفوق سرعته سرعة الصوت، وهو ما وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه هجوم على أحد أكبر المجمعات الصناعية التي تنتج تكنولوجيا الصواريخ وأسلحة أخرى في أوكرانيا.
وتسبب استخدام روسيا لصاروخ "أوريشنيك" برد فعل غربي عنيف، حيث كان بمنزلة تحذير للغرب من تأثير الضربات الأوكرانية على الأراضي الروسية باستخدام صواريخ أتاكمز الأمريكية وصواريخ ستورم شادو البريطانية.
وكشفت الصحيفة أن أوكرانيا قد تستخدم الصواريخ الباليستية المحلية كمصدر ردع قوي لا يتطلب موافقة غربية، مع التطلع إلى "حزمة ردع إستراتيجية غير نووية شاملة" كما ذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطته التي عرضها أمام النواب الأوكرانيين.
ومع هذه الخطط الأوكرانية بتطوير صواريخها الباليستية، تبقى التساؤلات عما إذا كانت هذه الخطوة قادرة على وقف الزحف الروسي وموقف موسكو من هذه الخطوة.
وتعليقًا على هذه التساؤلات، قال المحلل السياسي الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور نبيل رشوان، إن أوكرانيا تواصل تطوير صواريخ باليستية، ونتائجها جيدة، وفقًا للتقارير العسكرية.
وأكد رشوان في تصريحات لـ"إرم نيوز" أنه رغم ما ينشر في هذا الشأن حول تطوير أوكرانيا لصواريخ باليستية، إلا أنه يستبعد أن تسمح ظروفها الحالية بالقيام بمثل هذه الخطوة، وأن تنتجها بشكل كبير.
وأشار إلى أن روسيا تتوجس من قصة تطوير أوكرانيا لصواريخ بالبيستية، وتعتقد أنها صواريخ غربية، وأن الهدف تجنب الغرب التصعيد مع روسيا.
وذكر رشوان أن روسيا أطلقت صاروخ أوريشنك على مصنع عسكري في أوكرانيا وتم تدميره، وبالتالي فإن الصواريخ الروسية تستطيع أن تطال أي مكان داخل أوكرانيا، سواء بالصواريخ الباليستية أم التقليدية أم المسيرات.
ومن جانبه، قال مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، د. آصف ملحم، إن هناك سعيًا حثيثًا لتطوير المؤسسة العسكرية الأوكرانية بدعم من الدول الغربية، وهناك مجموعة من الصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية التي ظهرت حديثًا.
وأضاف ملحم لـ"إرم نيوز" أن من ضمن هذه الصواريخ صاروخ "نبتون" وهو صاروخ مضاد للسفن، وتم تحديثه انطلاقًا من الصاروخ السوفيتي، وهو صاروخ مجنح.
وأوضح ملحم أن أوكرانيا يتواجد بها الكثير من الوثائق التصميمية السوفيتية والروسية الخاصة بمجموعة من الصواريخ، ومنها صاروخ نبتون الذي يبلغ مداه 300 كيلومتر.
وأضاف أن هناك صاروخًا آخر مجنحًا عملت أوكرانيا على تطويره بمساعدة الغرب، وهو صاروخ "بالي نيتسا" ويعمل كصاروخ ومسيرة في الوقت نفسه ويصل مداه إلى 700 كيلومتر، أما الصاروخ الثالث فيطلق عليه "بيكلو"، وهو يعمل كصاروخ ومسيرة أيضًا، ويتراوح مداه ما بين 300 و 500 كيلومتر .
وأشار ملحم إلى وجود صاروخ آخر مجنح يسمى "روتا"، ويصل مداه ما بين 500 كيلومتر إلى 1000 كيلومتر.
وكشف عن صاروخ باليستي أوكراني جديد يسمى "جرو 2" ويصل مداه إلى 500 كيلومتر.
ولفت إلى أن تصميم هذا الصاروخ محاط بالسرية الكبيرة جدًّا، ويقال إنه يتم تصنيعه في المنشأة العسكرية الأوكرانية التي قصفتها روسيا بصاروخ "أوريشنك" الباليستي.
وأوضح الخبير في الشؤون الروسية، أن الميزة في كل هذه الصواريخ أن الدول الغربية نفسها تريد تصنيع هذه الصواريخ، وهناك الكثير من القطع الإلكترونية والميكانيكية التي تستطيع الدول الغربية توفيرها لأوكرانيا حتى لا يقال إن الدول الغربية تستهدف العمق الروسي.
وحول تأثير هذه الصواريخ الأوكرانية على المعركة مع روسيا قال إن ذلك يتوقف على كمية ونوعية إنتاج هذه الصواريخ ومواصفاتها الفنية، وإن روسيا تتابع جيدًا هذه الصواريخ وأماكن تصنيعها، وبالتالي فإن روسيا قادرة على تدميرها قبل إنتاج أعداد كبيرة منها.