ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
في خطوة لفتت أنظار المحللين العسكريين حول العالم، أجرت الصين في الأسابيع الأخيرة مناورات غير مسبوقة قبالة سواحلها الجنوبية، تضمنت استخدام ثلاثة زوارق خاصة ترتبط معًا لتشكّل جسرًا عائمًا يمتد من المياه العميقة إلى اليابسة.
هذه المناورة، وإن بدت فنية، إلا أن رسائلها السياسية والعسكرية كانت صريحة، وموجهة بوضوح إلى تايوان، بحسب ما أورده تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
ويشير خبراء إلى أن هذه البنية العائمة قد تمنح الصين القدرة على إنزال عشرات الآلاف من الجنود والمركبات القتالية على السواحل التايوانية، متجاوزةً إحدى أبرز المعضلات التي تواجه أي غزو محتمل، وهي اللوجستيات المعقدة لعبور مضيق تايوان.
السفن التي شاركت في المناورات بُنيت في مدينة قوانغتشو، وتتميز بتصميم فريد يتيح لها الرسو في عمق البحر عبر أرجل قابلة للسحب تُثبتها على قاع البحر.
بمجرد تثبيت السفن، تمتد بينها جسور بطول يزيد على 800 متر، ما يشكّل رصيفًا عائمًا يمكن للسفن والعبّارات العسكرية والمدنية استخدامه لإنزال مركبات وأسلحة ثقيلة.
أظهرت صور أقمار صناعية استخدام هذه البنية من قبل سفن شحن وعبّارات مصممة لنقل المركبات الثقيلة، مثل: الدبابات ومركبات الجنود المدرعة.
ورغم عدم وجود صور توثق إنزال المركبات فعليًا، فإن نوعية السفن المشاركة تؤكد أن التدريب كان مخصصًا لهدف قتالي واضح.
بحسب مسؤولين أمريكيين، أمر الرئيس الصيني شي جين بينغ جيشه بالاستعداد لفرض السيطرة على تايوان بحلول عام 2027.
ورغم عدم وجود إعلان رسمي بنية الغزو، فإن التطورات الأخيرة تثير تساؤلات جدية حول مدى اقتراب الصين من تحقيق هذا الهدف.
وقال ضابط الاستخبارات البحرية الأمريكية المتقاعد، جيه مايكل دام، إنه غيّر رأيه بشأن قدرة الصين على تنفيذ إنزال ناجح في تايوان، خاصة بعد متابعته للتطور السريع في البنية التحتية والقدرات اللوجستية، مثل الصنادل الجديدة.
الساحل الغربي لتايوان، رغم قربه من البر الرئيس الصيني، يُعد محصنًا جيدًا ويضم عددًا محدودًا من المواقع المناسبة للإنزال.
لكن هذه الصنادل قد تمنح الصين القدرة على اختيار مواقع أصعب من حيث التضاريس، لكنها أقل دفاعًا؛ ما يمنحها عنصر المفاجأة والتكتيك المرن.
يرى جيسون وانغ، خبير تحليل الأقمار الصناعية، أن البنية الجديدة قد تسمح بإنزال مئات المركبات في يوم واحد، مضيفًا أن إشراك سفن مدنية معدّلة في العملية العسكرية "يُغيّر المعادلة بالكامل"، ويمنح الصين القدرة على تنفيذ عمليات إنزال واسعة النطاق دون الاعتماد الكامل على أسطولها العسكري.
من خلال هذه المناورات، ترسل بكين إشارات متعددة؛ استعراض قوة، اختبار حقيقي لقدراتها، ورسالة مباشرة لتايوان وداعميها في الغرب، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
ورغم أن عبور مضيق تايوان لا يزال محفوفًا بالمخاطر، فإن تقنيات مثل هذه البنية العائمة تقلص الفجوة بين الطموح العسكري والقدرة الفعلية.
قال تشيه تشونغ، الباحث في معهد الدفاع الوطني بتايبيه، إن جيش التحرير الشعبي الصيني لا يزال في طور اختبار هذه التقنية ضمن تمارين أكبر، لكنه أكد أن اتجاهات الصين واضحة؛ التغلب على جميع التحديات التي قد تعيق تنفيذ إنزال مشترك واسع النطاق.