ارتفعت أسعار النفط بعد تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز، وهو السيناريو الأسوأ الذي يحذر منه خبراء يرون أن ستة أميال من المياه ستُبقي الأسواق العالمية في حالة تأهب فترة غير محددة من الزمن.
ويمر حوالي 20% من نفط العالم عبر المضيق الذي يبلغ عرضه 20 ميلًا، حيث تتدفق عشرات الناقلات الضخمة كل يوم إلى ممرين مروريين بعرض ميلين، تفصل بينهما منطقة عازلة بعرض ميلين.
ويشمل المرور عبر هذا الشريط الذي يبلغ طوله 6 أميال داخل المضيق حصة ضخمة مماثلة من الغاز الطبيعي المسال في العالم، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وقد حذر مسؤولو البنتاغون من خيار إغلاق مضيق هرمز منذ فترة طويلة، ويعتقد جيه دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، أنه سيكون بمثابة انتحار.
ولا يزال العديد من تجار النفط والمسؤولين التنفيذيين في قطاع الطاقة يعتبرون هذا السيناريو "تكتيكًا لتدمير النفط واحتمالًا بعيدًا"، فيما ذكرت شركات تتبع ناقلات النفط يوم الأحد أن حركة المرور عبر المضيق تسير كالمعتاد.
ومع ذلك، لا تزال أسواق النفط حذرة؛ فقد قفزت العقود الآجلة لخام برنت، وهو المعيار الدولي للتسعير، بأكثر من 3% يوم الأحد. ثم تراجعت أسعار النفط في وقت مبكر من يوم الاثنين، منخفضة بنحو 0.5% لتتداول عند حوالي 77 دولارًا للبرميل.
وقال أنتوني جورني، وهو مسؤول تنفيذي متقاعد في شركة ناقلات نفط منذ فترة طويلة، إن مضيق هرمز بالنسبة لطهران "ورقة مساومة"، مضيفًا أنه "بمجرد أن يستخدموه، يختفي".
وتوقع جورني، الذي عمل في ثمانينيات القرن الماضي محللًا استخباراتيًا في البحرية الأمريكية، أن يؤدي إغلاق إيران الكامل للمضيق إلى رد عسكري سريع من السفن الحربية الأمريكية التي دخلت المنطقة مؤخرًا.
لكنه أضاف: «لا أعتقد أنها عملية تستغرق ثلاثة أو أربعة أيام؛ بل قد تستغرق وقتًا أطول بكثير».
ويقول محللون بحريون ومشغلو ناقلات النفط إن البحرية الإيرانية عززت قوتها بشكل متزايد، باستخدام ما يُسمى بمجموعة أدوات غير متكافئة؛ تشمل مجموعات من الزوارق الصغيرة السريعة التي تهاجم أهدافًا أكبر.
ويمكن للألغام المزروعة في الممر المائي أن تُشل حركة السفن، بينما يمكن للناقلات الغارقة أن تُغلق الممر لفترة أطول.
ولا يستبعد إريك هانيل، الرئيس التنفيذي لشركة ستينا بالك السويدية لتشغيل ناقلات النفط، والتي لديها ناقلات نفط في المنطقة، إقدام إيران على اقتحام السفن على متن طائرات هليكوبتر واحتجازها لفترات طويلة.
وسبق أن اقتحمت قوات كوماندوز من الحرس الثوري إحدى ناقلات الشركة، ستينا إمبيرو، في 2019 واحتجزتها لمدة ثلاثة أشهر، ردًا على إيقاف المملكة المتحدة ناقلة إيرانية في جبل طارق.
وأعادت هذه التهديدات إلى الأذهان ذكريات الهجمات على ناقلات النفط التي كانت تتاجر بها إيران والعراق خلال صراعهما في ثمانينيات القرن الماضي. حينها، قامت السفن الحربية الأمريكية بدوريات في المنطقة، وبدأت في النهاية بمرافقة بعض السفن التجارية، في عمليات تحولت إلى عمليات قاتلة.
أطلقت القوات العراقية النار عن طريق الخطأ على سفينة أمريكية العام 1987؛ ما أسفر عن مقتل 37 من أفراد طاقمها. وفي العام 1988، اصطدمت سفينة أمريكية بلغم إيراني لكنها تمكنت من البقاء عائمة.