logo
العالم

في حال تدخل واشنطن.. هل تقلب روسيا موازين حرب إيران وإسرائيل؟

في حال تدخل واشنطن.. هل تقلب روسيا موازين حرب إيران وإسرائيل؟
مناورات مشتركة لسفن حربية إيرانية وروسية وصينيةالمصدر: أ ف ب-أرشيفية
20 يونيو 2025، 6:12 م

بعد مرور أسبوع على اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران، تنظر موسكو إلى هذا الصراع بعين القلق من انفجار إقليمي أوسع في حال تدخل طرف ثالث، خصوصًا الولايات المتحدة.

أخبار ذات علاقة

من الهجوم الإسرائيلي على مبنى التلفزيون الإيراني

"كارثياً".. روسيا تحذّر من استخدام أمريكا لأسلحة نووية تكتيكية في إيران

 ومع مراقبة موسكو تطورات الميدان، يرى البعض أنها تنتظر "زلة أمريكية" تمنحها مبررا للتدخل بشكل غير مباشر لدعم إيران، على غرار دعم الغرب لأوكرانيا. 

وتشعر روسيا بالقلق من استهداف منشآت نووية إيرانية، ما قد يدفعها للرد لحماية حلفائها، في وقت تسعى فيه لتقديم ورقة وساطة تتعلق ببرنامج طهران النووي، منعًا للتصعيد.

حرب فريدة من نوعها

المحلل السياسي الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور محمود الأفندي، يرى أن الحرب الدائرة حاليًّا بين إسرائيل وإيران تُعد "فريدة من نوعها" من وجهة النظر الروسية، إذ تُدار بالكامل عن بُعد، من دون أي مواجهات أو تصادم مباشر بين الجيشين.

وقال الأفندي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن طبيعة هذه الحرب تقوم على استهداف متبادل، يتمثل في غارات جوية إسرائيلية مقابل صواريخ تُطلقها إيران، مشيرًا إلى أن هذه المواجهة مكلفة جدًّا للطرفين، سواء من حيث تكلفة الطيران الإسرائيلي ومنظومات الدفاع الجوي، أو من ناحية كلفة الصواريخ الإيرانية.

وأضاف أن هذه الحرب لا يمكن أن تستمر لفترة طويلة، مرجّحًا أن تدوم من أسبوعين إلى 3 أسابيع فقط، ما لم تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر.

وأشار الخبير في الشؤون الروسية إلى أنه في حال تدخلت واشنطن، التي تُعد الداعم الرئيسي لإسرائيل، فقد يؤدي ذلك إلى تغيير موازين القوى العسكرية لصالح تل أبيب.

ولفت إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي يتمتع بقوة هائلة، ويعتمد على الدعم الأمريكي في عمليات التزود بالوقود جوًّا، سواء من القواعد العسكرية على اليابسة أو في البحار، بالنظر إلى المسافة الكبيرة بين تل أبيب وطهران، والتي تُقدّر بنحو 2000 كيلومتر.

وأكد أيضا أن الترسانة الصاروخية الإيرانية متطورة للغاية وقادرة على إصابة أهدافها بدقة، وقد ألحقت بالفعل أضرارًا جسيمة داخل إسرائيل.

وذكر المحلل السياسي أن روسيا تشعر بالقلق من احتمال دخول طرف ثالث على خط المواجهة، وهو ما قد يشعل فتيل صراع إقليمي أوسع، في حال تدخل أمريكي مباشر أو توريد أسلحة متطورة لإسرائيل، ولا سيما إذا استهدفت منشآت نووية إيرانية، مثل مفاعل فوردو، الواقع على عمق كبير داخل الجبال الإيرانية.

وأشار الأفندي إلى أن موسكو قدمت ورقة وساطة للطرفين تتعلق بملف تخصيب اليورانيوم والإشراف على المنشآت النووية الإيرانية، مضيفًا أن هذه الورقة قد تمهد لدور روسي في التهدئة، سواء عبر واشنطن أو تل أبيب أو طهران، في محاولة لاحتواء التصعيد.

وقال إن السيناريو الأخطر يتمثل في توجيه ضربات أمريكية للمنشآت النووية الإيرانية، ما قد يدفع روسيا إلى التدخل لحماية حلفائها، الأمر الذي يُنذر بنشوب حرب عالمية ثالثة، في ظل احتمالات تدخل أطراف أخرى في معادلة الصراع بالشرق الأوسط.

حلقة مفقودة

ومن جانبه، قال المحلل السياسي الخبير في الشؤون الأوروبية، كارزان حميد، إن ردود الفعل الدولية تجاه الهجمات الإسرائيلية والرد الإيراني لم تصل حتى الآن إلى مستوى الاصطفاف الدولي الواضح خلف طهران أو تل أبيب.

وأشار، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أن أبرز المواقف المؤيدة - نسبيًّا - للنظام الإيراني تمثلت في الموقف الروسي، تليه المواقف الباكستانية والكورية الشمالية.

ورأى حميد أن هناك حلقة مفقودة في هذا الصراع، وهي أن القوى الدولية تترك الجانبين ينهكان بعضهما البعض وتُستنزف مخازنهما من الأسلحة الثقيلة، في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع.

وأضاف أن هناك موقفًا أمريكيًّا واضحًا يدعم بشكل مباشر الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية الإيرانية.

وبحسب تحليله، فإن إدارة الرئيس دونالد ترامب تترقب ما وصفه بـ"الفرصة الذهبية" لإعادة تقييم العلاقات مع تل أبيب، وهي بحاجة إلى إنهاك الطرفين، ولا سيما طهران، للوصول إلى نقطة شلل وردع كاملة.

وأكد الخبير في الشؤون الروسية أن موسكو تنتظر الضوء الأخضر من واشنطن لبدء إرسال معدات عسكرية ولوجستية إلى إيران، وإعادة سيناريو أوكرانيا إلى الساحة الإيرانية.

وأوضح حميد أن ذلك سيكون على غرار ما حدث مع كييف، حين اصطفت دول غربية خلفها دون إرسال قوات أو أسلحة ثقيلة، وهو ما قد يُوقع روسيا في معضلة استراتيجية معقّدة.

أخبار ذات علاقة

فرق الإنقاذ التابعة له وهم يزيلون الأنقاض من مبنى دُمّرَ خلال هجوم إسرائيلي في طهران

من الشجب إلى الاحتمالات.. إلى أين تنتهي حدود تأييد روسيا لطهران؟

وأشار إلى أن العلاقات الثنائية بين موسكو وطهران لا تتضمن بنودًا ملزمة بالدفاع المشترك، سواء من الجانب الروسي أو الإيراني، معتبرًا أن موسكو لا تحمي حلفاءها تقليديًّا، بل تعيد بناءهم وفق مصالحها، مستشهدًا بالتغلغل الروسي في العراق بعد 2003، حيث تمتلك اليوم نفوذًا سياسيًّا واسعًا.

وذكر حميد أن المؤشرات تُظهر أن إسرائيل لا تعتزم وقف غاراتها الجوية في المدى القريب، بل تسعى إلى استمرارها حتى تُجبر الولايات المتحدة على التدخل المباشر والقتال نيابة عنها. 

وفي المقابل، قال إن إيران تعتمد على الصبر الاستراتيجي واستنزاف العدو لوجستيًّا، دون الاعتماد الكامل على الحلفاء، وإن كان دخول هؤلاء الحلفاء سيُسرّع من تقديم الدعم العسكري واللوجستي لطهران.

وأشار المحلل السياسي إلى أن الصراع دخل الآن مسارات جديدة، فإيران باتت تطلق صواريخ باليستية في وضح النهار، ما يشير إلى امتلاكها قدرًا من السيطرة الجوية، مثلما فعلت إسرائيل سابقًا في الأجواء الإيرانية.

وعن التحذيرات الروسية المتكررة بشأن التدخل الأمريكي، أكد أنها لا تتعدى كونها رسائل دبلوماسية متبادلة، تهدف للضغط على الطرف الآخر لتحقيق مكاسب في أوكرانيا أو إيران أو مناطق نفوذ أخرى.

وتوقع الخبير في الشؤون الروسية أن تتدخل واشنطن في نهاية المطاف، مرجّحًا أن يحدث ذلك عند انهيار الدفاعات الإسرائيلية وفقدان حكومة نتنياهو السيطرة، ما قد يُفضي إلى تسوية داخلية قد تشمل إزاحة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه، بما يمنح واشنطن اليد العليا في الملف.

أخبار ذات علاقة

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا

روسيا: نحذّر أمريكا من مساعدة إسرائيل عسكريا أو حتى التفكير بذلك

وأشار إلى أن هذا التدخل قد يشمل توجيه ضربة لمفاعل فوردو النووي وإخراجه من الخدمة نهائيًّا، محذرًا من أن عواقب هذا التصعيد ستنعكس على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، خصوصًا في العراق والبحرين.

وأضاف أن الرد الإيراني المحتمل قد يستهدف دولًا عربية، في إطار محاولة واشنطن وتل أبيب لـ"رمي كرة النار" إلى الساحة العربية. 

وقال: "في هذا السياق، سيكون للدور الروسي أهمية بالغة، سواء عبر تركيا أو باكستان، من خلال دعم القدرات الجوية الإيرانية بطائرات حربية لشن ضربات في العمق الإسرائيلي، وليس فقط بالصواريخ الباليستية.

وأشار إلى احتمال استخدام إسرائيل صواريخ نووية عبر طائراتها لاستهداف مفاعل فوردو، على أن تُكمل الولايات المتحدة المهمة بتدميره، وهو ما يثير تساؤلات خطيرة حول شرعية استخدام السلاح النووي.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC