ذهب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى أن النظام العالمي المتغيّر، في ظل الحروب الدائرة في أوكرانيا والشرق الأوسط، يُهدد بتوسيع "نادي الأسلحة النووية".
ففي وقت تتزايد فيه الشكوك بشأن موثوقية الولايات المتحدة، باتت دول عديدة تتساءل: "هل امتلاك السلاح النووي هو مفتاح البقاء؟".
وبينما يُنظر إلى نزع سلاح أوكرانيا كخطأ، وإلى سعي كوريا الشمالية لامتلاك السلاح النووي كتهديد أمني، بدأ بعض حلفاء واشنطن يفكرون جديًا في امتلاك أسلحة نووية، بفعل الشكوك المتزايدة في مظلة الحماية الأمريكية، التي يُغذيها تشكيك الرئيس دونالد ترامب في جدوى حلف "الناتو".
ووفقًا للتقرير، "كانت للولايات المتحدة أولويتان نوويتان في تسعينيات القرن الماضي: الأولى، ضمان تسليم أوكرانيا، المستقلة حديثًا حينها، ترسانتها النووية الضخمة إلى روسيا؛ والثانية، منع كوريا الشمالية من تطوير برنامجها النووي".
وفي حين نجحت المحاولة الأولى، يعتبر كثيرون اليوم نزع سلاح أوكرانيا خطأ استراتيجيًا جسيمًا، جعلها عرضة لإشعال فتيل أعنف حرب تشهدها أوروبا منذ عقود.
أما المحاولة الثانية، فقد باءت بالفشل؛ إذ استغلت بيونغ يانغ تردد واشنطن في استخدام القوة العسكرية، وأصبحت قوة نووية قادرة على تحدي الأمن العالمي.
واليوم، بينما تشن إسرائيل حملة عسكرية لمنع ما تصفه بـ"اختراق نووي إيراني وشيك"، تُتابَع هذه النماذج بعناية من قِبل قادة العالم، ضمن درس مستفاد: "الدول التي تواجه تهديدات وجودية ترى أن امتلاك السلاح النووي هو السبيل للبقاء".
وأضاف التقرير، أن "التفكير في امتلاك السلاح النووي، بات مطروحًا اليوم بين بعض الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، مثل كوريا الجنوبية واليابان وبولندا وألمانيا وتركيا، في ظل شعورهم المتزايد بعدم القدرة على الاعتماد على واشنطن".
وأجج دونالد ترامب هذا القلق بتشكيكه العلني في قيمة الناتو، ووقفه المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وطرحه لفكرة سحب القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية.
وفي الأثناء، خرجت كوريا الشمالية من عزلتها، وانضمت إلى تحالف عسكري رسمي مع روسيا، فأرسلت قواتها للمشاركة في الحرب الأوروبية، واختبرت صواريخ باليستية على أهداف في أوكرانيا.
ولفتت الصحيفة، إلى أن "تكنولوجيا الأسلحة النووية، التي يعود عمرها إلى نحو 80 عامًا، أصبحت في متناول أي دولة صناعية ذات عزيمة، ومع ذلك بقي النادي النووي محدودًا؛ إذ لم تعترف معاهدة حظر الانتشار النووي لعام 1968 سوى بخمس قوى نووية: الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وجميعها أعضاء دائمون في مجلس الأمن الدولي".
أما القوى الأربع الأخرى، فهي خارج المعاهدة: الهند وباكستان، اللتان أجرتا تجارب نووية عام 1998؛ وكوريا الشمالية، التي اختبرت أول قنبلة نووية عام 2006؛ وإسرائيل، التي يُعتقد أنها تمتلك ما لا يقل عن 90 رأسًا نوويًا، رغم تمسكها بسياسة الغموض النووي.
ورغم أن الولايات المتحدة شجعت حلفاءها على الاعتماد على "المظلة النووية" الأمريكية بدلًا من تطوير أسلحة خاصة، وأكد مسؤولوها التزامهم الدائم بأمن الحلفاء، فإن هذه الوعود تبدو أقل إقناعًا في عالم تسوده الصراعات المتشابكة.
وقال وزير الخارجية التشيكي، يان ليبافسكي: "النظام الدولي الذي عرفناه على مدى 80 عامًا بعد الحرب العالمية الثانية قد انهار".
وخلصت الصحيفة، إلى أن "اتساع مدى صواريخ كوريا الشمالية، وتعاظم ترسانتها النووية، يعني أنها باتت قادرة على تهديد البر الرئيسي للولايات المتحدة، ما قد يردع أي تدخل أمريكي مستقبلي للدفاع عن كوريا الجنوبية".
وهذا يضع سيول أمام المعضلة ذاتها التي دفعت فرنسا، في زمن الجنرال ديغول، إلى امتلاك سلاح نووي.
وتُظهر استطلاعات الرأي الحديثة أن غالبية الكوريين الجنوبيين يشككون في الوعود الأمريكية، وأن نحو 3 أرباعهم يدعمون امتلاك بلادهم سلاحًا نوويًا.