في قلب صحراء تبعد نحو 250 كم جنوب غرب طهران، يقبع مفاعل "آراك" الثقيل، إنه المفاعل الذي صمم في الألفية الماضية بقدرة إنتاج نحو 9–10 كغم من البلوتونيوم سنويا، أي ما يكفي لصنع قنبلتين نوويتين.
أُعيد في عام 2015 تصميم المفاعل لخفض تلك القدرة الإنتاجية من مواده إلى أقل من كيلوغرام واحد سنويا، وتم ملء قلبه بالخرسانة علنا، إلا أن الشكوك تزايدت بعد انسحاب أميركا من الاتفاق عام 2018، بينما لم يبدِ الإيرانيون آنذاك شفافية كاملة أمام مفتشي الوكالة الدولية.
مؤخرا، انطلقت قوات إسرائيلية جوية في جولة أولى من الضربات الهادئة والمركزة، مستخدمة أكثر من 100 قنبلة موجهة بدقة، لتصيب المفاعل ومرافق إنتاج الماء الثقيل المجاورة، دون تسرب إشعاعي، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية نقلت عن إيران قولها بأن المفاعلات لم تكن تعمل أثناء الضربة، إلا أن المباني الأساسية وخاصة برج التقطير المجاور، لحقت بها أضرار .
هذه الضربة جاءت ضمن حملة أشمل استهدفت مواقع تخصيب اليورانيوم في نطنز وأصفهان، وفي وقت يضم فيه المجمع محطة لإنتاج الماء الثقيل تبلغ طاقتها الإنتاجية حوالي 16 طنا سنويا، يُعتبر مفاعل آراك عنصرا مفصليا في المعادلة النووية الإيرانية، نظرا لإمكانياته في إنتاج البلوتونيوم، فهو يرمز إلى نقطة التوازن بين استخدام التقنيات النووية لأغراض سلمية وخطر تحويلها إلى سلاح.
