تباينت حالة الاستجابة في الكاميرون للدعوة التي أطلقها مرشح المعارضة الرئيسي عيسى تشيروما باكاري بتحويل البلاد إلى ما أسماه "مدن الأشباح"، احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس التسعيني بول بيا.
وبدأ، الاثنين، أول يوم من ثلاثة أيام من إضرابات "مدن الأشباح" التي أعلنها عيسى تشيروما باكاري، المرشح الثاني في الانتخابات الرئاسية الكاميرونية، والذي أعلن فوزه، وحسب تقارير محلية في دوالا، لم تكن الحركة بكامل طاقتها عند الظهر، لكن ليس كما في ياوندي العاصمة، أما في بقية أنحاء البلاد، فكان الوضع متباينًا.
وعيسى تشيروما باكاري هذا الوزير السابق في عهد بول بيا، والذي أُعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في 12 أكتوبر 2025، حشد الشارع الكاميروني رداً على التجاوزات التي شابت عملية الاقتراع، وقد كانت دوالا إحدى المدن التي هزتها الاحتجاجات عقب إعلان فوز بول بيا، رئيس الدولة منذ عام 1982.
ومع ذلك، كان من الواضح أن العاصمة الاقتصادية للبلاد لم تكن تعمل بكامل طاقتها اليوم الاثنين، وإن لم تكن متوقفة تمامًا، وبينما كان العمل في المركز الإداري في بونانجو، حيث تقع البنوك والمكاتب الحكومية ومقار الشركات الكبرى طبيعيًا إلى حد ما، غير أنه في أكوا، الحي التجاري، وفي أحياء أخرى أبعد، كان النشاط أكثر هدوءًا.
ونقلت مصادر إعلامية كاميرونية أن أسواق المدينة الرئيسة، مثل سوق مبوبي، المعروف بأنه الأكبر في منطقة وسط إفريقيا، كان نصف المتاجر تقريبًا مغلقًا. ونزل عمدة المدينة، روجر مباسا ندين، وكامل طاقمه الفني لطمأنة التجار بأنه لا داعي للخوف وأنهم قادرون على ممارسة أعمالهم بسلام.
كما أعرب التجار عن تذمرهم من خطر الأعمال الانتقامية، نظرًا للخسائر التي تكبدها الكثير منهم الأسبوع الماضي بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية.
دوالا التي كانت شبه خالية من الحركة صعب الجزم مسبقًا ما إذا كان ذلك نتيجةً للالتزام بدعوة الإضراب العام أم مجرد خوف.
في المقابل، تباينت التقارير الواردة من بقية أنحاء البلاد بشكل عام. ففي ياوندي، العاصمة، بدا كل شيء يسير بسلاسة، المدارس والأسواق ومتاجر التجزئة الكبرى ومحلات السوبر ماركت مفتوحة. أما في غرب البلاد، ففي بافوسام على سبيل المثال، أفادت إذاعة فرنسا الدولية عن "مدينة في حالة شلل تام"، بل وأكثر من ذلك في غاروا، معقل عيسى تشيروما باكاري، حيث وصفت مصادر بأنها شبه مهجورة.
وكان باكاري، الذي بدأ بالفعل المظاهرات التي أعقبت الانتخابات والتي قُتل فيها ما لا يقل عن أربعة أشخاص في دوالا وفقاً للحاكم الإقليمي، قد دعا الكاميرونيين إلى البقاء في منازلهم لمنع خوض بيا فترة الولاية الثامنة التي يستعد لبدءها و"إظهار سخطهم".
وقال في مقطع فيديو نشره على حسابه على فيسبوك: "أطلب من جميع الكاميرونيين، أينما كانوا، البقاء في منازلهم لمدة ثلاثة أيام، هذه المدن الميتة جزء من المقاومة".
ومن المقرر تنصيب بول بيا، بحلول العاشر من نوفمبر وفقاً لقانون الانتخابات، وبالنسبة للحكومة فإن "الانتخابات الرئاسية أصبحت الآن شيئًا من الماضي".