ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
يثير رفض قوى المعارضة في الكاميرون لإعلان المجلس الدستوري عن فوز الرئيس المنتهية ولايته، بول بيا، بولاية رئاسية ثامنة، تساؤلات حول مآلات التصعيد بين الطرفين، خاصة أن المعارضة تسعى إلى حشد أنصارها في الشارع رفضًا لذلك.
وكان المجلس قد أعلن في وقتٍ سابق عن فوز بيا بعد حصده لـ 53.66% من أصوات الناخبين، فيما حصل خصمه المباشر مرشح المعارضة، عيسى تشيروما باكاري، على 35.19% من الأصوات.
وتأتي هذه التطورات في وقت قتل فيه 4 محتجين على الأقل في تظاهرات نظمها أنصار المعارضة في مدينة دوالا الكاميرونية قبل أيام، فيما يسعى خصوم بيا إلى حشد أنصارهم لإحراجه.
وعلق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد تورشين بأن "فوز الرئيس بول بيا بولاية ثامنة وسط تشكيك من المعارضة في النتائج، يضع المعارضة أمام اختبار جدي".
وأضاف تورشين، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "المخاوف والتشكيك ترتبط ارتباطًا وثيقًا بما حدث من قبل لجنة الانتخابات، حيث لم يتم إعلان النتائج بسرعة، بل تم إرجاء الأمر، ما دفع الكثير من الجهات إلى التشكيك في النتائج".
وتابع تورشين: "هذا الأمر سيفتح الباب أمام مزيد من الاضطرابات باعتبار أن هناك احتقانًا ورفضًا من قطاع سياسي واسع لنتائج الانتخابات الرئاسية، والمعارضة اختارت الاحتجاج باعتباره الخيار الوحيد الذي تملكه إلى حد الآن في مواجهة بول بيا".
وشدد على أن "خيارات المعارضة تنحصر في تحشيد أنصارها وتستعد لمعركة طويلة الأمد ضد بول بيا لإسقاط النظام أو الضغط عليه للقبول بعملية سياسية جديدة، أو أن يستخدم بيا السلطات الأمنية والعسكرية للسيطرة على الوضع".
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس بول بيا يبلغ من العمر 92 عامًا، وهو الأكبر سنًا في العالم، وبات في السنوات الأخيرة يواجه معارضة متصاعدة بعد بقائه في الحكم لأكثر من 43 عامًا.
من جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، قاسم كايتا، إن "الكاميرون أمام مفترق طرق بسبب نتائج انتخابات الرئاسة"، معربًا عن اعتقاده بأن البلاد تواجه شبح فوضى محتملة، خاصة في ظل غياب أي قنوات للتواصل بين المعارضة والسلطة، وتشبث كل طرف بموقفه تجاه الاستحقاق الرئاسي.
وأضاف كايتا، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "المأزق الانتخابي يضع الكاميرون أمام خيارين، الأول أن تقبل المعارضة بنتائج الانتخابات المعلنة، وتسعى إلى الانفتاح على السلطة، خاصة أن الأخيرة قد تدفع بمبادرة للمصالحة، وهو ما تتحدث عنه تقارير محلية بالفعل".
وتابع أن "الخيار الثاني أن تستمر قوى المعارضة في رفض هذه النتائج ما يجعلها أمام تحدي التعبئة الشعبية، في وقت يملك فيه بيا سيطرة مطلقة على الأجهزة الأمنية والعسكرية، ما يتيح له إخماد أي تحركات احتجاجية مناهضة له".