الرئاسة الفلسطينية: نرفض جميع أشكال العنف والإرهاب أيًا كان مصدره‎

logo
العالم

من القوقاز إلى العراق.. كيف استفادت تركيا من حرب إسرائيل وإيران؟

من القوقاز إلى العراق.. كيف استفادت تركيا من حرب إسرائيل وإيران؟
قوات تركية في سورياالمصدر: رويترز
13 يوليو 2025، 11:03 ص

ذكر تقرير لصحيفة "المونيتور" الأمريكية أن حرب إسرائيل تمنح تركيا الأفضلية، من القوقاز إلى العراق، على حساب إيران.

وقالت الصحيفة إنه، في حين أعطت الحرب بين إسرائيل  وإيران أنقرة وطهران فرصة لوضع التنافس بينهما جانبًا علنًا، فإن الهدوء قد لا يدوم، إذ إن إضعاف إيران قد يمنح تركيا فرصة لدفع أجنداتها الخاصة، ما يؤدي إلى تفاقم المنافسة القائمة بينهما منذ فترة طويلة في المنطقة.

أخبار ذات علاقة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

خبراء: الدولة العميقة في تركيا تدفع باتجاه حسم المشكلة الكردية

وعلى الرغم من التخفيف المؤقت للتوترات، فإن التنافس الأساسي بين تركيا وإيران لا يزال متجذرًا بعمق، ويتشكل من خلال عقود من الطموحات المتنافسة على الهيمنة الإقليمية في السياسة والأمن والميزة الاقتصادية.

وبحسب تقرير الصحيفة، فإنه بينما خلقت النكسات العسكرية التي تعرضت لها إيران على أيدي إسرائيل والولايات المتحدة فرصة سانحة لتركيا لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، وخاصة في الساحات الرئيسية في العراق وسوريا وجنوب القوقاز، فإن قدرة طهران على الصمود واستغلال شبكات الوكلاء قد تشكّل حواجز في طريق أنقرة.

وعلى الرغم من عقود من العلاقات التجارية المستقرة نسبيًا، فإن تركيا ذات الأغلبية السنية وإيران ذات الأغلبية الشيعية كانتا منذ فترة طويلة في حالة تنافس جيوسياسي.

وأضافت الصحيفة أن أنقرة نظرت تاريخيًا إلى طموحات طهران الإقليمية بعين الريبة، وخاصة استخدامها للمجموعات الوكيلة لتوسيع نفوذها في العراق وسوريا وخارجهما.

ووفق التقرير فقد اشتدت حدة التنافس بعد أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، عندما بدأت تركيا، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، باتباع سياسات إقليمية أكثر طموحًا، ورغم أن تركيا برزت كداعم رئيسي لجماعات المعارضة المسلحة في سوريا التي تقاتل ضد بشار الأسد المدعوم من إيران، فإن التوترات وصلت بشأن سوريا إلى أدنى مستوياتها بعد الإطاحة بعائلة الأسد في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2024.

وتابعت الصحيفة أن العراق يُعد أحد أبرز بؤر التوتر في التوازن المتغير بين إيران وتركيا؛ حيث تتنافس الدولتان على النفوذ في بغداد، وقد عززت تركيا تعاونها بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين، خلال عهد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

لكن، وعلى الرغم من تزايد مشاركة تركيا، فإن إيران لا تزال تتمتع باليد العليا عندما يتعلق الأمر بالعراق، مدعومة بعلاقات سياسية وثيقة استمرت نحو عقدين من الزمان، وشبكة واسعة من الميليشيات الشيعية بعد الإطاحة بالرئيس صدام حسين عام 2003.

ولفتت إلى أن التوسع التركي في العراق يتعارض مع إيران على عدة جبهات، بما في ذلك جهود أنقرة للتقريب بين بغداد ودمشق، وهي المبادرة التي تنظر إليها طهران بعين الشك.

وأردفت أن إيران لا تزال تمتلك ورقة الأكراد لمقاومة مشاريع تطوير ممرات نقل استراتيجية في العراق وجنوب القوقاز، لديها القدرة على إعادة رسم طرق التجارة الإقليمية.

أهمية ممر زانجيزور

ويُعدّ ممر زانجيزور، وهو طموح استراتيجي طويل الأمد مشترك بين تركيا وأذربيجان، نقطة اشتعال أخرى في تنافس أنقرة مع طهران؛ حيث سيربط أذربيجان بجيب نخجوان التابع لها، على الحدود التركية، عبر سيونيك، أقصى جنوب أرمينيا.

وعلى الرغم من أن الدولتين، تركيا وإيران، تنظران إلى الانفصال الكردي باعتباره تهديدًا لسلامة أراضيهما، فإن هذا لم يمنع أيًّا منهما من استغلال السكان الأكراد لدى الطرف الآخر عندما يخدم ذلك مصالحه، كما تقول الصحيفة.

وأشارت إلى أن عملية السلام الجارية بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني، والتي شهدت بداية رمزية لنزع سلاح الجماعة المسلحة في وقت سابق من هذا الأسبوع، قد تكون معرضة للخطر إذا لعبت إيران "دور المُفسِد" وفق تعبيرها.

لكن في أعقاب الحرب الأخيرة، ربما أصبح النظام الإيراني، الذي يخشى التدخلات الأجنبية التي تستغل ضعفه الحالي داخليًا وخارجيًا، أكثر ميلاً إلى التعاون مع تركيا مما كان عليه في الماضي.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC