ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن حركة حماس المُنهكة، ومع تكثيفها لحملتها المسلحة ضد القوات الإسرائيلية في غزة، تُركّز على هدفٍ جديدٍ وصفته باليائس؛ ألا وهو أسر جندي إسرائيلي.
وأضافت الصحيفة في تقريرها، أن حركة حماس أصبحت بارعةً في استغلال الهجمات الناجحة، وهي الآن بحاجةٍ إلى كلِّ نفوذٍ يُمكنها الحصول عليه لإجراء محادثات.
وأوضحت أن أسر جندي أو رفاته سيُتيح نفوذًا جديدًا كبيرًا لحماس مع استمرار المفاوضات غير المباشرة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار، وسيكون له تأثير كبير على الرأي العام في إسرائيل.
جاء ذلك بعد أن قُتل، خلال الأسبوع الماضي، رقيب في الجيش الإسرائيلي في خان يونس جنوب غزة في محاولة اختطاف.
كما حاول مسلحو حماس اختطاف رفات أبراهام أزولاي، البالغ من العمر 25 عامًا، لكنهم تخلّوا عن المحاولة عندما هاجمتهم قوات إسرائيلية أخرى.
وتابعت الصحيفة أن حماس أثبتت براعتها في استغلال القيمة الدعائية للهجمات الناجحة، وبثت قنواتها الإعلامية فيديو لمحاولة الاختطاف الأسبوع الماضي؛ حيث أظهرت صور أخرى مسلحين يهاجمون مركبات مدرعة وجرافات إسرائيلية.
ووصف المسؤولون الإسرائيليون مرارًا كيف تدهورت القوة العسكرية لحماس، ولا يشكك سوى عدد قليل من المحللين في الخسائر الفادحة التي تكبدها الجناح العسكري للمنظمة في غزة.
وفي حين يزعم الجيش الإسرائيلي أنه قتل ما يصل إلى 23 ألف مقاتل من أصل حوالي 30 ألفًا في بداية الحرب، دون تقديم أدلة، فإن الخسائر في قيادة حماس تبدو أوضح؛ حيث إن معظم القادة الكبار والمتوسطين الذين كانوا نشطين في عام 2023 لقوا حتفهم الآن.
وأردفت الصحيفة، بحسب خبراء عسكريين، أن حماس أجرت "تحولًا عسكريًا" خلال الصراع الذي استمر 21 شهرًا، من قوة شبه تقليدية إلى قوة مناسبة لحرب العصابات، وأن استراتيجيتها الجديدة تتكيف بشكل أفضل مع الدمار في غزة، حيث أسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل 57 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، وحوّل مساحات شاسعة إلى أنقاض.
وبينما أسفر كمين الأسبوع الماضي عن مقتل 5 جنود وإصابة 9 آخرين فيما تبقى من بيت حانون، وهي بلدة كانت مزدهرة في شمال غزة وتحولت إلى أحجار محطمة ومعادن ملتوية بسبب الهجمات الإسرائيلية المتتالية، لا تزال بعض شبكات أنفاق حماس الواسعة سليمة أيضًا، ما يوفر وسيلة للهروب من القوة الجوية الإسرائيلية وقدرات المراقبة.