الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن

logo
العالم

خبراء: الدولة العميقة في تركيا تدفع باتجاه حسم المشكلة الكردية

خبراء: الدولة العميقة في تركيا تدفع باتجاه حسم المشكلة الكردية
الرئيس التركي رجب طيب أردوغانالمصدر: (أ ف ب)
13 يوليو 2025، 7:52 ص

استبعد خبراء مختصون في الشأن التركي والكردي، أن تكون وعود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للأكراد، في ظل إلقاء السلاح من جانب حزب العمال الكردستاني، مقابل الحصول قانونيًا ودستوريًا على حقوقهم الثقافية والاجتماعية والسياسية، عبارة عن "مراوغة" على طريقة مؤسس الدولة مصطفى كمال أتاتورك قبل قرن من الزمان مع الأكراد.

وأرجع خبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذا القرار تهتم به "الدولة العميقة" في تركيا، التي يقودها ويمثلها في الوقت الحالي السياسي دولت بهجلي، والتي تعمل على حل المشكلة الكردية حتى لا تُستغل في تهديد تركيا من قبل بعض السياسات الإسرائيلية والأمريكية الهادفة لتغيير وجه الشرق الأوسط سياسيًا، مؤكدين أن الزمن والوضع مختلفان بين "أتاتورك وأردوغان".

أخبار ذات علاقة

 مسلح من حزب العمال الكردستاني يضع سلاحًا ليُحرق

حزب تركي موال للأكراد يُشيد بقرار "العمال الكردستاني" بدء نزع سلاحه

وعلق الرئيس التركي على إلقاء حزب العمال الكردستاني سلاحه بالقول: "اليوم يبزغ فجر تركيا العظيمة والقوية"، حيث قال خلال كلمة في اجتماع التشاور والتقييم لحزب العدالة والتنمية بنسخته الـ32 في أنقرة مؤخرًا: "اليوم يوم جديد وصفحة جديدة فُتحت في التاريخ، اليوم فُتحت أبواب تركيا العظيمة والقوية على مصراعيها".

وأعلن أردوغان، "كخطوة أولى"، أن تركيا ستنشئ "لجنة برلمانية لبدء مناقشة المتطلبات القانونية" لعملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني، مضيفًا: "سنسهّل إتمام العملية بسرعة دون إيذاء مشاعر أحد، بما يتماشى مع حساسية المرحلة، وسنتابع بدقة عملية تسليم السلاح".

الباحث في المركز الكردي للدراسات، الدكتور طارق حمو، قال إن "عملية السلام" دخلت مرحلة في غاية الأهمية والمفصلية لا يمكن التراجع عنها، وتتضح في عدة مظاهر، منها الإعلان عن تأسيس لجنة برلمانية تركية ستكون مهمتها مراجعة القوانين وتقديم مقترحات دستورية بغية رفع القيود عن الهوية والثقافة والوجود الكردي في تركيا، بحسب ما اتُّفق عليه مؤخرًا بين الدولة التركية والزعيم الكردي عبد الله أوجلان.

وأوضح حمو لـ"إرم نيوز"، أن الخطوة الرمزية في إلقاء السلاح، كما ظهر على شاشات التلفاز، مهمة للغاية لإشاعة جو من الارتياح لدى كل الناس في تركيا، مفادها أن مرحلة الكفاح المسلح والاقتتال ستنتهي، وأنه من الآن هناك عملية سلام ومرحلة نضال ديمقراطي، والعمل في الأطر الديمقراطية المعروفة عبر الاستحقاقات والبرلمان، كما أكد أوجلان، داعيًا إلى ما سمي بـ"الكفاح الديمقراطي" ضمن ندائه الذي حمل عنوان "السلام والمجتمع الديمقراطي"، وكرره في 27 شباط/ فبراير الماضي و9 من الشهر الجاري عبر رسالة متلفزة.

ورجّح الباحث في المركز الكردي للدراسات عدم تراجع الحكومة التركية عن هذا الاتجاه الخاص بعملية السلام، لدرجة أن وزير العدل التركي شدد مؤخرًا على أن "وراءه عملًا كثيرًا"، في إشارة إلى قوانين ستتغير، حتى يُتاح إطلاق سراح السجناء السياسيين، وهم بالآلاف، بجانب حزمة كبيرة من القوانين ستمرر في البرلمان التركي من أجل الاعتراف بالثقافة والمظاهر الكردية، وعدم ملاحقتها بالدعاوى لدى المحاكم.

وأكد حمو أهمية عمل اللجنة البرلمانية الخاصة بتعديل القوانين وإصدار عفو عام، لكي يُتاح للمعتقلين العودة إلى مناطقهم والعمل في الأطر السياسية، لا سيما أن حزب "المساواة والديمقراطية للشعوب" هو ثالث أكبر كتلة في البرلمان التركي، ولديه قوة وطموحات بأن يصبح حزبًا مشاركًا في السلطة، ربما خلال الأعوام القليلة القادمة.

وأردف أن المرحلة ربما تسير ببطء، لأن حجم المشكلة الكردية كبير جدًا في تركيا، والمهم أن اللجنة البرلمانية التي ستعمل على إصدار القوانين تقوم بدورها وتنفذها على الأرض.

الأخوة التركية الكردية

من جانبه، يقول المتخصص في الشأن التركي، حسين عمر، إن هذه المرة، التي تعتبر الرابعة في عهد أردوغان، التي يحاول فيها حزب العمال الكردستاني الجنوح نحو النضال السلمي والعمل ضمن أطر وقوانين ودستور الدولة التركية، أي أن يكون هناك دستور ديمقراطي لكامل القوميات المتواجدة ضمن إطار الدولة التركية، ستصل إلى عملية سلام.

أخبار ذات علاقة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

تركيا.. لجنة برلمانية لمناقشة نزع سلاح "العمال الكردستاني"

 وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن هذه المرة تختلف عن المرات السابقة التي كان يتراجع فيها أردوغان عن وعوده أو يقف عائقًا أمام تقدم عملية السلام، بل سيقوم الرئيس التركي بتشجيع إتمامها، والعمل مع أوجلان في سبيل إيصال هذه العملية إلى بر الأمان، على الأقل "خطوة بخطوة".

وبيّن عمر أن السبب الأساسي في ذلك هو وجود دعم قوي، بل وإرادة، لدى "الدولة العميقة" في تركيا التي يقودها ويمثلها السياسي دولت بهجلي، حيث لأول مرة في التاريخ التركي تكون هناك شخصية قيادية في الحركة القومية الطورانية التركية، تدعو إلى الأخوة التركية الكردية، وفق تعبيره.

ولفت عمر إلى أنه قبل 3 سنوات، لم يكن دولت بهجلي يعترف حتى بوجود الشعب الكردي، لكن الآن يعترف ويطالب ويصر على إيجاد أخوّة بين الطرفين، كما كان في عهد العثمانيين.

وقال إن الزمن والوضع مختلفان بين أردوغان وكمال أتاتورك، في ظل وجود مخاطر تهدد الدولة التركية ضمن سياسات جديدة تحاول إسرائيل وأمريكا من خلالها تغيير وجه ووضع المنطقة السياسي، وهذا ما سيؤثر جديًا على الحكومة التركية الحالية.

واعتبر عمر أن عملية السلام تسير حتى اللحظة بخطوات جيدة، على الرغم من أن الحكومة التركية إلى الآن لم تعترف بوجود مفاوضات، لكنها جارية بشكل عالٍ في سجن "إمرالي" بين الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان والحكومة التركية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC