مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
العالم

25 مليار دولار تغيّر قواعد اللعبة.. كيف يعيد ترامب تشكيل تحالفات آسيا الوسطى؟

ترامب خلال القمة مع رؤساء دول في آسيا الوسطىالمصدر: (أ ف ب)

في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني 2025، استضاف الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب قمة مجموعة "5+1" في البيت الأبيض، لتجمع الولايات المتحدة مع جمهوريات آسيا الوسطى الخمس تشمل: كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان. 

مثَّل هذا الاجتماع حدثًا بارزًا؛ إذ يعد اللقاء الأول لترامب مع معظم قادة المنطقة منذ توليه منصبه، بينما لم يلتقَ سوى الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف سابقًا، في سبتمبر/أيلول 2025، خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بحسب صحيفة "يوراسيا ريفيو".

وصف ترامب سياسة الإدارات الأمريكية السابقة تجاه آسيا الوسطى بأنها "إهمال تام"، مشيرًا إلى أن المنطقة لم تحصل على الاهتمام الذي تستحقه.

أخبار ذات علاقة

قمة C5+1

قمة البيت الأبيض مع آسيا الوسطى.. "سباق النفوذ" من بوابة المعادن والممرات

في المقابل، يسعى ترامب إلى تحويل التركيز الأمريكي من السياسة الأمنية التقليدية إلى سياسة اقتصادية وتنموية، عبر استثمارات وصفقات واسعة النطاق، تعكس تحولًا إستراتيجيًا في النهج الأمريكي تجاه هذه الجمهوريات.

صفقات اقتصادية ضخمة وتحول في السياسة الأمريكية

أعلنت إدارة التجارة الدولية الأمريكية أن إجمالي الصفقات بين الشركات الأمريكية ودول آسيا الوسطى بلغ 25 مليار دولار، شملت مجموعة واسعة من القطاعات. 

من أبرز هذه الصفقات؛ توريد ما يصل إلى 22 طائرة عريضة البدن من طراز 787 دريملاينر و10 طائرات 737 ماكس لمختلف الدول، بما في ذلك: كازاخستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان.

إضافة إلى تنفيذ مشاريع هندسية، وبناء شبكات السكك الحديدية في قيرغيزستان، وخصخصة شركة تعدين التنغستن في كازاخستان، وتوريد معدات زراعية حديثة لأوزبكستان وكازاخستان، وترقية نظم إدارة الحركة الجوية الوطنية في كازاخستان.

كما تم توقيع مذكرات تفاهم بين شركات أمريكية ووزارة الذكاء الاصطناعي الكازاخستانية لتطوير رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي خلال قمة مع قادة دول آسيا الوسطى

تحالف المعادن النادرة.. واشنطن تمدّ يدها لآسيا الوسطى في مواجهة بكين وموسكو

بهذه الخطوة، تعكس الولايات المتحدة تحولها من سياسة "الأمننة" التي ركزت على التواجد العسكري والأمني إلى سياسة اقتصادية متكاملة، تتيح لجمهوريات آسيا الوسطى استكشاف فرص النمو والاستثمار، مع تقليل الاعتماد على القوى الكبرى الأخرى.

المنافسة الصينية والفرصة الأمريكية للتوازن

رغم الصفقات الأمريكية الضخمة، لا تزال الصين لاعباً رئيساً في آسيا الوسطى عبر مبادرة الحزام والطريق، حيث بلغت استثماراتها في النصف الأول من 2025 نحو 57.1 مليار دولار، منها 25 مليار دولار خصصت للمنطقة، وهو رقم بارز مقارنة بعدد السكان الذي يبلغ حوالي 84 مليون نسمة.

تسعى الولايات المتحدة عبر سياساتها الجديدة إلى منح الجمهوريات القدرة على الموازنة بين القوى الكبرى: واشنطن، بكين، موسكو وأوروبا. 

يتيح هذا التوجه للمنطقة مزيدًا من الخيارات الاقتصادية والدبلوماسية، بعد عقود طويلة من الهيمنة التاريخية للقوى الخارجية، بما في ذلك النفوذ الروسي الذي امتد لقرون.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل واشنطن على إلغاء تعديل جاكسون-فانيك الذي يعود إلى حقبة الحرب الباردة ويعيق العلاقات التجارية الطبيعية مع بعض جمهوريات آسيا الوسطى، وهو ما يمثل خطوة رمزية وعملية نحو تعزيز الانفتاح الاقتصادي الكامل للمنطقة.

شراكة إستراتيجية شاملة ومستقبل مستدام

القمة أسست لمرحلة جديدة من التعاون الإستراتيجي، مع التركيز على 3 محاور رئيسة، الأول تعزيز الثقة والشراكة من خلال تأسيس حوار طويل الأمد قائم على الاحترام المتبادل، الشفافية، والمسؤولية العالمية المشتركة.

بينما الثاني، يكمن في تعمق التعاون الاقتصادي والاستثماري عبر التركيز على الطاقة الخضراء، التصنيع المتقدم، التحول الرقمي، تطوير البنية التحتية، والابتكار التكنولوجي، بما يتيح فرصًا جديدة للنمو والتكامل الإقليمي.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

مع تنامي التنافس على المعادن.. ترامب يلتقي 5 رؤساء من آسيا الوسطى

وتعزيز التكامل الإقليمي والتنمية المستدامة في المحور الثالث من خلال تعزيز الترابط الاقتصادي، الاستجابة لتغير المناخ، الأمن الإقليمي، وتحقيق التنمية المستدامة بما يضمن استقرار آسيا الوسطى وازدهار شعوبها.

أكد الرئيس الأوزبكي ميرضيائيف أن مجموعة "5+1" تعد "آلية رئيسية لبناء المرونة الاقتصادية والأمن الجماعي"، بينما أعلن ترامب أن الاستثمارات الأمريكية قد تتجاوز 100 مليار دولار خلال العقد المقبل، مستهدفة مجالات: المعادن الحيوية، الطيران، الزراعة، الطاقة، المواد الكيميائية، وتكنولوجيا المعلومات.

القمة التاريخية لمجموعة "5+1" ليست مجرد حدث اقتصادي؛ بل تمثل فصلاً جديدًا في العلاقات الأمريكية–آسيا الوسطى، يتيح للمنطقة الاستفادة من شبكة واسعة من الاستثمارات والفرص الاقتصادية، ويؤسس لشراكة استراتيجية متوازنة بين القوى الكبرى، بما يعزز الاستقرار والتنمية المستدامة في قلب أوراسيا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC