logo
العالم

طالبت بوقف تسليح روسيا.. انتقادات بولندية تشعل خلافا جديدا مع طهران

وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكيالمصدر: رويترز

كشف تقرير لموقع "المونيتور" أن الانتقادات العلنية من وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي لإيران بشأن مزاعم توريد طهران للطائرات المُسيّرة إلى  روسيا أثارت توترًا دبلوماسيًّا جديدًا، أبرز هشاشة الموقف الإيراني في أوروبا.

 فقد دعا سيكورسكي إيران إلى وقف هذه المبيعات، معتبرًا أنها تسهم في دعم الحرب الروسية على أوكرانيا، وانتقد في الوقت نفسه توجه طهران نحو تصدير الثورة الإسلامية بدل التركيز على ترسيخ الحضارة الفارسية.

وردَّ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عبر وسائل التواصل الاجتماعي باللغتين الفارسية والبولندية، داعيًا إلى تبادل وثائق مدعمة بالأدلة حول هذه المزاعم.

أخبار ذات علاقة

إريك سميث

"رسالة نارية" من قائد المارينز.. هل تستعد واشنطن لحرب قريبة مع الصين وإيران؟

واستحضر عراقجي التاريخ، مذكرًا بولندا بأن إيران آوت أكثر من 100 ألف لاجئ بولندي خلال الحرب العالمية الثانية وساعدت على تأسيس جيش بولندي على أراضيها، في محاولة لتخفيف حدة المواجهة وإعادة تذكير أوروبا بالعلاقات التاريخية الودية.

إدعاءات قديمة

تأتي هذه المواجهة بعد أيام من فعالية داخل البرلمان البريطاني نظمتها منظمة "متحدون ضد إيران النووية" (UANI)، عرضت فيها طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد-136" تستخدمها القوات الروسية في أوكرانيا. 

وأثارت هذه الفعالية غضب إيران، إذ وصفها عراقجي بأنها محاولة من "اللوبي الإسرائيلي ورعاته" لتقويض العلاقات الإيرانية الأوروبية.

وأشار الموقع إلى أنه مع استمرار هذه الادعاءات، يعيد هذا الملف إلى الواجهة مشكلة قديمة لطهران، تتعلق بدورها المزعوم في تعزيز القدرات العسكرية الروسية عبر تزويدها بالطائرات المسيرة. 

وبينما تنفي إيران أي تورط مباشر في العمليات العسكرية الأوكرانية، تؤكد تقارير الاستخبارات الغربية والسلطات الأوكرانية عكس ذلك، مستندة إلى حطام الطائرات المستخدمة على الأرض.

وأّدى التورط الإيراني في أوكرانيا وتعميق التعاون العسكري مع روسيا إلى زيادة اعتماد طهران على موسكو في التكنولوجيا والتجارة والغطاء الدبلوماسي، لكنه جاء على حساب علاقاتها مع أوروبا. 

أخبار ذات علاقة

القائد العام للحرس الثوري الإيراني محمد باكبور

قائد الحرس الثوري: إذا تم الاعتداء على إيران سنحوّل المنطقة إلى جحيم

كما أدى ذلك إلى تراجع النفوذ الإيراني في الدبلوماسية النووية وإضعاف سمعتها حتى أمام شركائها التقليديين.

تأتي هذه الأزمة بعد مواجهة إيران مع إسرائيل التي استمرت 12 يومًا، والتي كشفت عن نقاط ضعف في خطاب الردع الإيراني وأثارت الشكوك حول قوتها العسكرية الإقليمية. 

وفي الداخل، حاولت إيران تسويق قضية الطائرات المسيرة باعتبارها مثالًا على النفاق الغربي، متهمة الحكومات الأوروبية بالمعايير المزدوجة.

غير أن توازن إيران بين محاولة التودد لأوروبا، وتسليح روسيا، وبسط النفوذ الإقليمي أصبح أكثر هشاشة. 

ولفت "المونيتور" في تقريره إلى أن الاتحاد الأوروبي حذّر مرارًا من أن نقل الطائرات المسيرة الإيرانية قد يؤدي إلى فرض عقوبات إضافية، فيما خفّضت أوكرانيا مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع طهران. وتعاملت دول مثل الصين والهند بحذر مع طهران، مدركةً المخاطر المرتبطة بالتقارب مع دولة متهمة بتأجيج نزاعين كبيرين.

ولم يخفف استدعاء عراقجي للتراث الثقافي المشترك والذكرى التاريخية لللاجئين البولنديين فقط وقع الانتقادات الأوروبية، بل أبرز حاجة إيران الماسة إلى إنقاذ سمعتها في أوروبا في ظل تآكل نفوذها الإقليمي والعالمي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC