مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
العالم

فاديفول في أنقرة.. هل تسعى ألمانيا إلى استمالة تركيا في الصراع مع روسيا؟

يوهان فاديفول يصافح نظيره التركي هاكان فيدانالمصدر: رويترز

ذكرت مصادر تركية مطلعة أن زيارة وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول الأخيرة إلى أنقرة تأتي في سياق مساعٍ أوروبية حثيثة لاستمالة تركيا إلى صف الغرب في التعاطي مع الحرب الروسية الأوكرانية.

وقالت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز" إن تركيا تواصل اتباع سياسة "التوازن" الدقيقة بين موسكو وكييف؛ إذ تتعاون مع روسيا في ملفات الطاقة والتجارة، وتحتفظ في الوقت نفسه بعلاقات نشطة مع حلف الناتو والدول الغربية.

وأضافت المصادر أن الزيارة، تُعد محاولة ألمانية لإعادة تموضع أوروبا في ملف الصراع بعد تراجع نفوذها المباشر، واستثمار ثقل تركيا الجيوسياسي بصفتها طرفاً مؤثراً في البحر الأسود، ووسيطاً قادراً على التواصل مع الطرفين دون الاصطفاف الكامل إلى أي منهما.

طرف مباشر

وأكدت المصادر ذاتها أن الغرب يعتبر تركيا لاعباً فاعلاً على المستوى الدولي، وأنقرة معنية بإيجاد حل للأزمة الأوكرانية بصفتها تتحمل بموجب اتفاقية مونترو مسؤولية كبيرة فيما يتعلق بالبحر الأسود، وألمانيا تدرك ذلك جيداً، ولهذا تحاول برلين تحقيق مصالحها من خلال تركيا.

وأضافت أن من بين جميع الدول الأوروبية، تُعتبر ألمانيا الخاسر الأكبر في حرب أوكرانيا وروسيا؛ إذ تراجعت في تصنيف التجارة العالمية إلى المرتبة السادسة أو السابعة، والسبب الرئيسي لذلك هو فقدانها لمصادر الطاقة الروسية التي كانت تعتمد عليها بشكل أساس قبل الحرب، وتأمل في وضع حد لهذه الأزمة بطريقة تحافظ على تعهداتها سواء مع أوكرانيا وضد روسيا.

وأشارت المصادر إلى أن الأزمة في عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن كانت تتم بالمشاركة والتعاون مع أوروبا على عكس الرئيس الحالي دونالد ترامب الذي أخرج نفسه من المعادلة كلياً، وسعى جاهداً إلى إقصاء أوروبا، وألمانيا تدرك ذلك جيداً، وتحاول إقناع تركيا باستمالتها إلى صفها من بوابة صفقة شراء 40 طائرة يوروفايتر، حيث كانت برلين تبدي تردداً في البداية.

المصادر أكدت أن مسألة إغراء تركيا بقبول عضويتها في الاتحاد الأوروبي أمر وفق وزير الخارجية الألماني نفسه "صعب" لكن من الممكن أن تلعب برلين دوراً في إحداث تقارب بين إسرائيل وتركيا بعد أن ساءت كثيراً بسبب أحداث 7 أكتوبر.

أخبار ذات علاقة

وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس

لتعزيز الردع.. ألمانيا وأوكرانيا تعلنان شراكة دفاعية من مقر "الناتو"

موقع "القوة المركزية"

وفي السياق، رأت الكاتبة والباحثة السياسية ديمة الحلوة والمقيمة في السويد أن هناك اصطفافاً عالمياً واضحاً بين معسكرين متقابلين بشكل مباشر: المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة وأوروبا، والمعسكر الشرقي الذي تقوده روسيا والصين، وفي خضم هذا الانقسام الحاد، لم تستطع أية دولة أن تقف في المنتصف وتحافظ على علاقات متوازنة مع الطرفين بنفس مستوى التأثير كما فعلت تركيا.

وأضافت الخبيرة لـ "إرم نيوز" أن تركيا ليست تابعة للغرب، ولا ملتزمة بالكامل بالمحور الشرقي، بل اختارت موقع "القوة المركزية" التي تتواصل مع الجانبين وتؤثر في مسار الصراع بدلاً من أن تكون مجرد تابع لأحدهما، وهي الدولة الوحيدة في الناتو التي تزود أوكرانيا بالمسيّرات القتالية، وفي الوقت نفسه تفتح المجال لروسيا للالتفاف على العقوبات الغربية.

وأشارت إلى أن هذه القدرة على الجمع بين المتناقضات ليست حالة استثنائية، بل هي جزء من العقيدة السياسية لأنقرة.

وأضافت أنه في هذه اللحظة الدولية المعقدة، لم تعد الولايات المتحدة ترى أوروبا أولوية إستراتيجية كما في السابق، خاصة مع تركيزها المتزايد على الشرق الأوسط وآسيا، وحتى في لقاءات ترامب مع بوتين، يظهر أن ما يهم ترامب هو الحصول على تنازلات من بوتين في ساحات وملفات أخرى، بينما يطلب من زيلينسكي وأوروبا التنازل لصالح بوتين، وهنا ظهر الفراغ الذي تخشاه ألمانيا وباقي الدول الأوروبية: من يستطيع التحدث مع بوتين بشكل مباشر دون أن يكون عدواً له؟ والجواب الوحيد أمامها هو: تركيا.

وأوضحت أن أردوغان قد يكون مثيراً للجدل في أوروبا، لكنه القائد الوحيد الذي ما زال يحتفظ بخط اتصال مباشر مع بوتين دون أن يخرج من إطار الناتو أو يفقد موقعه داخل المنظومة الغربية، لذلك، ألمانيا لا تسعى فقط لاستمالة تركيا، بل تراهن عليها كقوة وحيدة قادرة على إقناع بوتين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، لأن أوروبا فقدت نفوذها المباشر، والولايات المتحدة لم تعد تعتبر أوكرانيا أولوية مطلقة كما كانت في بداية الحرب. 

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان

أردوغان على خط واشنطن-موسكو.. ما حدود الوساطة التركية؟

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC