تقترب مراجعة البنتاغون للركيزة الأولى من اتفاقية الغواصات النووية AUKUS من نهايتها المحتملة، وفقًا لتصريحات المسؤولين الأستراليين، رغم التقارير الإعلامية المتضاربة حول وضع المراجعة.
وأكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، ووزير الدفاع ريتشارد مارليس، استمرار العملية، مؤكدين الثقة في مستقبل الاتفاقية وأهميتها الاستراتيجية للأمن الدفاعي بين البلدين.
وذكر موقع "ستراتفور" أن مراجعة برنامج AUKUS من قبل وزارة الدفاع الأمريكية تُعد خطوة جوهرية لضمان توافق أهداف البرنامج مع الاستراتيجية الدفاعية الأمريكية، ولتحديد مدى التزام أستراليا بالمساهمات الصناعية والمالية المتوقعة.
ويأتي ذلك في وقت تواجه فيه أستراليا ضغوطًا لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى تعزيز المساهمات الصناعية ضمن البرنامج، وهي مطالب قد يكون من الصعب تلبيتها بالكامل.
يُتوقع أن تُختتم المراجعة قبل أو أثناء زيارة ألبانيز إلى واشنطن المقررة في 20 أكتوبر/تشرين الأول، إذ يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتشير التقارير إلى أن وكيل وزارة الدفاع الأمريكية إلبريدج كولبي، المعروف بتشككه في برنامج AUKUS والذي يقود المراجعة، قد خفف من موقفه، ما يزيد من احتمالات التوصل إلى اختتام ناجح، وإن كان ذلك قد يتضمن تعديلات على الالتزامات الأسترالية بما يسمح بتخفيف بعض الضغوط المالية والصناعية.
من الناحية الاستراتيجية، يمثل اختتام المراجعة بنجاح تثبيت برنامج AUKUS كركيزة أساسية للتكامل الدفاعي بين الولايات المتحدة وأستراليا خلال العقدين المقبلين، خصوصًا في ظل التحديات الأمنية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والمنافسة المتزايدة مع الصين.
ويُنظر إلى البرنامج على أنه عنصر محوري لتعزيز القدرات النووية البحرية الأسترالية، وربطها بالقدرات الدفاعية الأمريكية المتقدمة.
شهد عام 2025 جهودًا مكثفة من جانب ألبانيز لضمان نجاح البرنامج ومروره خلال المراجعة. تضمنت هذه الجهود محاولات لعقد لقاءات مع ترامب خلال قمم مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي، والتي لم تؤتِ أكلها، قبل أن ينجح في تأمين اجتماع جانبي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر.
وتأتي زيارة البيت الأبيض المقررة في 20 أكتوبر كخاتمة لهذه الجهود لضمان استمرارية ودعم AUKUS على أعلى مستوى سياسي.
ورغم الضغوط الاقتصادية والسياسية، يبقى الهدف الأسترالي واضحًا: تأكيد مكانة أستراليا كشريك استراتيجي موثوق ضمن التحالف مع الولايات المتحدة، والحفاظ على التزامها بالدور الدفاعي في منطقة حيوية تشهد تصاعد المنافسة الإقليمية.
على الرغم من التفاؤل الحالي، تواجه أستراليا تحديات ملموسة؛ فالمطالب الأمريكية بتوسيع المساهمات المالية والصناعية قد تتجاوز القدرة المحلية، مما قد يستدعي تسويات أو خفض العتبات خلال المراجعة النهائية لضمان استمرار البرنامج من دون تعطيل الجدول الزمني أو المسار الاستراتيجي.
وفي المقابل، يمثل اختتام المراجعة بنجاح فرصة لكلا الطرفين لإعادة تأكيد التزامهما المشترك، مع تهيئة أرضية لتوسيع التعاون الدفاعي والتكنولوجي في المستقبل.
كما يعزز هذا الاختتام الثقة المتبادلة بين واشنطن وكانبيرا، ويتيح ضمان استمرار التكامل النووي البحري الأسترالي ضمن إطار التحالف الأمريكي الأوسع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
باختصار، تبدو مراجعة البنتاغون لـAUKUS على مشارف الختام بنجاح مع بعض التعديلات المحتملة، ما يمهد الطريق أمام استمرار البرنامج كركيزة استراتيجية حيوية، رغم التحديات المالية والسياسية التي تواجهها أستراليا.