ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
يرى تقرير عسكري لصحيفة "التلغراف" البريطانية أن ما يُعرف بـ "الغواصات القاتلة"، أو الطائرات بدون طيار المتفجرة تحت الماء، قد تكون حاسمة لأوكرانيا في الحرب مع روسيا، مقرونًا بالدعم الغربي واستثمار التطور التكنولوجي.
وتوصف الطائرات بدون طيار المتفجرة تحت الماء بأنها أنظمة غير مأهولة، تجمع بين التكنولوجيا الروبوتية والقدرات التدميرية، ومن الممكن أن تشكل عنصراً حيوياً في آلة الحرب الأوكرانية، وفق "التلغراف".
وتنقل الصحيفة البريطانية عن ديفيد بترايوس، الجنرال الأمريكي المتقاعد، أنه في حال بدء الاعتماد على "الغواصات القاتلة" ستكون "هذه هي اللحظة التي يمكن فيها لأوكرانيا أن توقف الروس تماماً في ساحات القتال، إذا تمكّنوا من صنع المزيد من الأنظمة غير المأهولة".
وتسليح أوكرانيا بهذه التقنيات هو جزء من خطة ثلاثية النقاط لتحقيق النصر، وفق "التلغراف"، التي أشارت إلى أن هذا الكشف يأتي في ظل تطورات عسكرية ملحوظة في أوكرانيا.
وكشفت كييف مؤخراً عن طائرتها المسيّرة الجديدة "تولوكا TLK-1000"، التي تتمتع بمدى يصل إلى 1200 ميل؛ ما يمكنها من الوصول إلى أهداف استراتيجية مثل جسر كيرتش الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا.
وسابقاً، استهدفت أوكرانيا هذا الجسر بطائرات بحرية مسيّرة؛ ما يعكس الاعتماد المتزايد على مزيد من أسلحة الأنظمة غير المأهولة، وفق بترايوس، الذي قاد القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان وشغل منصب مدير وكالة المخابرات المركزية.
ويُعدّ التطوير المستمر للغواصات البحرية القاتلة والصواريخ المجنحة مثل "فلامنغو"؛ الذي يصل مداها إلى 3000 كيلومتر؛ عاملًا أساسيًا في تحقيق النصر، وقد خضع هذا النظام للتجربة قبل أيام في مكان لم يُكشف عنه في أوكرانيا؛ ووصلت سرعته إلى 100 كيلومتر في الساعة، وهو "أمر مذهل" وفق تحليل "التلغراف"، ويشير إلى قدرة هذه الأنظمة على ضرب أعماق روسيا.
وفي ساحة المعركة، أثبتت الغواصات القاتلة فعاليتها في تحويل الحرب إلى مواجهة تكنولوجية؛ فرغم عدم امتلاك أوكرانيا أسطولًا بحريًا تقليديًا، إلا أن مركباتها السطحية المسيرة سمحت لها بالسيطرة على معركة البحر الأسود؛ ما أدى إلى فرار الأسطول الروسي وإنهاء الحصار على موانئها.
كما دمّرت هذه الغواصات سفنًا حربية روسية وأطلقت صواريخٍ أسقطت طائرات مقاتلة ومروحيات؛ وفي الأسبوع الماضي، ساعدت طائرات بحرية مسيّرة في مهاجمة قاعدة الأسطول الروسي في نوفوروسيسك.
كما أن الضربات الجوية بعيدة المدى بطائراتٍ بدون طيار أدت إلى إحداث فوضى في منشآت إنتاج النفط والغاز الروسية؛ ما رفع الأسعار وخفض الصادرات، وبالتالي أضعف قدرة موسكو على تمويل الحرب.
وعلى مدى الأسابيع الخمسة الماضية، امتدت أزمة الوقود من أقصى شرق روسيا إلى موسكو، نتيجة لهجمات أوكرانية ناجحة خفضت تكرير النفط بنسبة تصل إلى الخُمس في بعض الأيام.
ويشدد بترايوس على أن الاستثمار في هذه التكنولوجيا هو المفتاح، مقترحًا استخدام 200 مليار جنيه إسترليني من الأصول الروسية المجمدة في الاتحاد الأوروبي لتطوير صناعة الطائرات بدون طيار في أوكرانيا، التي تفتقر إلى الموارد المالية.
وكانت كييف حدّدت هدفًا لبناء 4.5 مليون طائرةٍ بدون طيار هذا العام، ضعف إنتاج العام الماضي، فـ "الأموال المرسلة من الغرب إلى كييف لبناء جيشها من الطائرات بدون طيار يمكن أن تساعد أوكرانيا في كسب الحرب"، كما يقول الجنرال.