تحت غيوم التوتر المتصاعد بين واشنطن وموسكو عاد بحر البلطيق إلى مقدمة المواجهة العسكرية والاستخباراتية مع خطوة أمريكية جديدة أثارت قلق الكرملين.
صور أقمار صناعية نشرها حساب Osinttechnical للتحليلات الاستخباراتية كشفت نشر طائرات الاستطلاع البحرية المتطورة"P-8 بوسايدون" المعروفة بلقب "صائدي الغواصات" في النرويج حيث نفذت طلعات جريئة قرب كالينينغراد القاعدة العسكرية الروسية الأهم في شمال أوروبا.
فيما أكدت السلطات النرويجية أن انطلاقها تم لدعم "أنشطة الحلفاء" في إشارة واضحة إلى أن الناتو يرفع منسوب الجاهزية على تخوم روسيا.
ولم يكن هذا التحرك الأول من نوعه فقبل أسابيع شاركت "البوسايدون" في مهمة لحلف الناتو حملت الاسم الرمزي "حارس البلطيق" انطلاقاً من أيسلندا بهدف تعزيز القدرة على الردع ضد أي أعمال روسية "مزعزعة للاستقرار".
جاء ذلك في وقت تزايدت فيه المخاوف الغربية من استهداف موسكو للبنى التحتية تحت البحر من خطوط الغاز إلى كابلات الإنترنت وسط تقارير عن نشاط طائرات مسيّرة غامضة في أجواء شمال أوروبا.
الرسائل المتبادلة لم تقتصر على الجو والبحر بل وصلت إلى السياسة.. فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصف نظيره الروسي فلاديمير بوتين بـ"الخصم الخطير" مع فتح باب التفاهم لكنه في الوقت ذاته لوّح بخيارات أكثر هجومية بينها تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى قد تغيّر قواعد اللعبة.
هكذا يتحول بحر البلطيق إلى ما يشبه "بحيرة للناتو" بعد انضمام فنلندا والسويد فيما يبقى السؤال الأبرز.. هل نحن أمام استعراض للقوة أم بداية فصل جديد من المواجهة المفتوحة؟
