بعد أشهر من التوترات بين أبوجا ونيامي، يسعى الرئيس النيجيري بولا تينوبو إلى إعادة إطلاق حوار مع نظيره النيجري الجنرال عبد الرحمن تياني، حيث أوفد وزير خارجيته يوسف توغار إلى العاصمة النيجرية، حاملا رسالة خاصة.
ووصل وزير الشؤون الخارجية في جمهورية نيجيريا الفيدرالية، يوسف توغار مايتاما، إلى العاصمة النيجرية نيامي، في زيارة رسمية تُعد الأولى له منذ الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد في 26 يوليو 2023، وفق وسائل إعلام نيجيرية.
ويترأس الوزير النيجيري وفدا دبلوماسيا رفيع المستوى، حاملا رسالة خاصة من بولا تينوبو، الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، إلى الفريق أول عبد الرحمن تياني.
ومنذ الانقلاب العسكري تدهورت العلاقات بين نيجيريا والنيجر بشكل حاد، لكنها لم تنقطع أبدا، على الرغم من خروج نيامي من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في نهاية يناير الماضي. ورغم أن الجروح بين الجارتين لم تلتئم بعد، فإن المناقشات حول الأمن عبر الحدود والتعاون الاقتصادي على وجه الخصوص ستعيد الدفء إلى العلاقات الثنائية.
وباستثناء زيارة رئيس أركان القوات المسلحة في أغسطس الماضي، فهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها مسؤول مدني نيجيري رفيع المستوى نيامي منذ الانقلاب.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فمن المتوقع أن تركز المباحثات على الوضع الأمني على طول الحدود بين نيجيريا والنيجر، إذ سيناقش وزير الخارجية توغار حلولا ثنائية بديلة بعد انسحاب النيجر من القوة المشتركة المتعددة الجنسيات في حوض بحيرة تشاد.
وستكون رهانات هذه الزيارة اقتصادية أيضا، فمن المتوقع أن يدعو الوفد النيجيري إلى إعادة فتح الأسواق عبر الحدود على طول الممر الذي يربط ولايات شمال نيجيريا بمنطقتي مارادي وزيندر، وهما المخزنان الزراعيان للحبوب في النيجر.
وقد تكون قضية الطاقة أيضا على جدول الأعمال، حيث عانت النيجر من نقص حاد في الوقود مؤخرا، ويمكن للجارتين أيضًا مناقشة مشروع خط أنابيب الغاز الذي يربطهما بالجزائر. وبحسب قناة "تي في" الإعلامية النيجيرية، فإن الشركة المحلية خفضت الكهرباء التي يزود بها النيجر عادة بنحو النصف.
كما من المتوقع أن يقدم النيجيريون تقريرا عن تقدم مشروع خط السكة الحديد مارادي-كانو، المقرر اكتماله في عام 2026. وتسهم نيجيريا بمبلغ 2 مليار دولار في الاستثمار بموجب منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
وفي وقت سابق، اتخذت النيجر موقفا ضد جارتيها نيجيريا وبنين بعد أن طبقت أبوجا بشكل صارم العقوبات التي قررتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في أعقاب انقلاب يوليو 2023 ضد نظام محمد بازوم، كما اتهمتها بزعزعة استقرار النيجر عبر قواعد عسكرية فرنسية تحتضنها ودعم المتطرفين، وهو ما نفته نيجيريا بشكل قاطع.
وطالبت أبوجا، الجمعة الماضية، مجددا بالإفراج عن محمد بازوم، المحتجز لدى المجلس العسكري منذ الإطاحة به، في أعقاب إطلاق سراح عدة شخصيات من النظام السابق.