أثار إعلان تنصيب الجنرال، عبد الرحمن تياني، رئيساً للمرحلة الانتقالية في النيجر لمدة 5 سنوات مع ترقيته في الجيش إلى رتبة "فريق" تساؤلات حول أولوياته في هذه المرحلة.
وجاء هذا الإعلان في خطوة لتنفيذ توصيات الحوار الوطني لإعادة التأسيس الذي نُظم في الفترة الممتدة بين 15 و20 فبراير / شباط الماضي، وشاركت فيه نحو 700 شخصية سياسية وعسكرية ومدنية، وهو حوار تسلم الجنرال تياني تقريره النهائي في العاشر من مارس / آذار الجاري.
ويأتي هذا التطور بعد عام ونصف من انقلاب نفذه قائد الحرس الرئاسي تياني ضد الرئيس المنتخب ديمقراطيًّا محمد بازوم الذي لا يزال قيد الاحتجاز، ورغم تنديد خارجي كبير بهذا الانقلاب إلا أن تياني ورفاقه لم يتراجعوا عن خطوتهم.
وينحدر تياني الذي سيرأس النيجر في المرحلة الانتقالية من قبيلة الهوسا التي تشكل غالبية سكان البلاد الواقعة في الساحل الأفريقي والتي تعاني من اضطرابات أمنية مستمرة.
ويرى المحلل السياسي النيجري، محمد الحاج عثمان، أن هذا التطور "كان متوقعا وأعتقد أن الرئيس تياني الشخص المناسب لتولي هذه المهمة في هذه الفترة الحساسة من تاريخ بلادنا في ظل التحديات التي تواجهها سواء داخليا أو خارجيا".
وأضاف الحاج عثمان، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أنه "من المفترض أن يشكل ملف محاربة الإرهاب الأولوية الرئيسية للجنرال تياني، وأعتقد أن لدى الجيش والأمن في البلاد القدرة على تحقيق نجاحات ضد الجماعات المسلحة سواء متمردة أو متطرفة".
وشدد على أن "المهمة لن تكون سهلة بالتأكيد، لكن أصبح لدى الجيش النيجري خبرة كافية في مواجهة الجماعات المسلحة؛ لذلك أتوقع أن يتم الإعلان عن خطط جديدة لاستهداف هذه الجماعات".
ولطالما برر الجنرال عبد الرحمن تياني انقلابه ضد بازوم بتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد، لكن من غير الواضح ما إذا كان سيتخذ إجراءات ما لمواجهة هذا التدهور، خاصة أن الهجمات الدموية في البلاد تتصاعد.
وقال الخبير الاقتصادي المتخصص في الشؤون الإفريقية، إبراهيم كوليبالي، إنه "على الأرجح سيكون الاقتصاد والأمن على رأس أولويات تياني الذي سيسعى إلى طمأنة المواطنين من خلال إقرار إجراءات مستعجلة في هذين المجالين، خاصة مع ارتفاع نسب التضخم وانهيار القدرة الشرائية للسكان".
وشدد كوليبالي، لـ"إرم نيوز"، على أن "النيجر تواجه هجمات غير مسبوقة أيضا، وهذا قد يدفع الجنرال تياني إلى بحث مدى فعالية الخطط الأمنية التي تم التعويل عليها طوال المرحلة السابقة".
وأشار إلى أن "الوضع في تدهور مسبوق في النيجر، لذلك تياني سيواجه امتحانًا عسيرًا في طريق استعادة الأمن والاستقرار وأيضا تحقيق قفزة اقتصادية في وقت تعاني فيه بلاده أصلا من عقوبات إقليمية ودولية".
